من بركات هذه السلسلة أن أصبحت أتوصل من بعض الناس ببعض الاسئلة أو بعض المشاركات لقصص استعصى حلها..
منذ شهر اتصل بي شخص من أوروبا فسألني عن “دليل واحد على النبوة” وكان قد أدخلني -دون علمي أول الامر- في مجموعة هاتفية…
فلما بدأت أجيب.. اعترضني بقوة وتشنج واضحين قائلا..
– ” مشكلتك أنك تريد إقناعنا بأية طريقة…”..
فأجبته :
“سيدي.. لا مشكلة لدي بتاتا.. بل أنت من لديك مشكل.. “
فقال مدافعا بنبرة استهزاء واستعلاء:
” لا مشكلة عندي.. انا لا أومن بشيء.. أصلا..”..
هنا ذكرته بأنه هو من اتصل لا أنا.. وأنني كنت أنوي التفرج مع أسرتي في فيلم هذه الليلة من آخر الأسبوع.. فاتصل.. فأرجأت جلسة عائلية من أجله.. ثم قلت له :
“مشكلتك سيدي أنك مؤمن أكثر مني !.. لذلك تأخذ من وقتك وتتصل من بلد آخر…
لو لم يكن هناك إله أو بعث بعد الموت، كيف تفسر قلقك ؟؟
إن العطش.. دليل على وجود ماء نحتاجه..
وإن بك عطشا إلى الله.. لذاك لم تستطع أن تنام هانئا.. ولم تتركني أهنأ بأمسيتي مع أسرتي..
إنه الإيمان.. الذي يؤرقك…”
“انت مؤمن أكثر مني : كان همي أن أستريح وأتفرج فقط..
أما أنت فإنّ همَّك : الله ! “
ارتبك.. وضحك ضحكة ساخرة تعوض الصمت غير المُبين..
لكن ما أعجبني أن أحد الحاضرين.. الملحدين في نظره.. تدخل وأجاب بصدق :
“هذا احتمال معقول..”..
