دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Font ResizerAa
Font ResizerAa
دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Search
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Follow US
دين واحد > مقالات > ‎الحلقة 16: ذكر أو سم: شرط الذكر الكثير‎
مقالات

‎الحلقة 16: ذكر أو سم: شرط الذكر الكثير‎

مصطفى شقرون
آخر تحديث أكتوبر 13, 2025 11:14 ص
مصطفى شقرون
14 Views
8 دقيقة للقراءة
شارك
8 دقيقة للقراءة
شارك
سلسلة الدعوة غاية الخلق (16 من 23)

الذكر الكثير شرط في الدعوة كما هي الصحبة وسط جماعة منظمة وخصلة الصّدق.

في مقال (نور الدّاعية المورَّث بالصّحبة) رأينا تجديد الدّين رجلا أو رجالًا نصحبُهم فنكونُ من الصادقين. فما تأصيل أن نكون من الذّاكرين؟

اقترنت آيات الذكر في القرآن الكريم بالكثرة.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ 1.. وذكرت أعداد لبعض الأذكار في الأحاديث الشريفة ورغّبنا حبيبنا صلّى الله عليه وسلّم في الزّيادة ما استطعنا.. وقد صحّ عنه أنّه قال: “مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ (100) مَرَّةٍ.. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ” 2..

والذكر هو الطاقة المركزية في المنهاج النّبوي لكونه المرحلة الأولى للتزكية الروحية في معارج الإيمان والإحسان. وهو بمعناه الأعم، التبتل إلى الله -بدءأ بذكر اللسان وحضور “مجالس الذّكر” كما تسمّى في الحديث: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)) 3

إنّ أعلى شعب الإيمان “قول لا إله إلا الله” كما جاء في الحديث: فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ ، أَوْ : بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ، أَعْلاهَا شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ “4..

أعلاها.. أفضلها.. أرفعها..

حسب روايات الحديث…

وإن من شعب الذّكر الصّلاة والنّوافل وتلاوة القرآن ومجالسة المؤمنين والتأسّي بأذكار النبي صلّى الله عليه وسلّم والدّعاء بآدابه والتأسي بدعواته صلّى الله عليه وسلّم والصّلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلّم والتّوبة والاستغفار والخوف والرّجاء وذكر الموت..5

و”الذّكر عندنا جامعٌ لكلّ العبادات والقُرُبات، ابتداءً من الكلمة الطّيّبة (لا إله إلا الله) إلى أدنى شعب الإيمان إذا خلصت النيّة، أي إذا صفا القلب من النّفاق فصدق القصد” 6

وقد قُرن الذّكر بالإيمان..

فإنّ تجديد الإيمان لا يكون “فكرا” –ولا نلغي الفكر والعقل بقولنا- ولا يكون بمشاهدة برامج قناة فضائية “دينية”.. بل التجديد يبدأ بالقلب بل باللسان قبل ذلك ومعه.. فقد أخبرنا رسولنا بالوصفة التي تحيي القلب. قال صلّى الله عليه وسلّم «جددوا إيمانكم»، قيل: «يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا؟» قال: «أكثروا من قول لا إله إلا الله».7

ولعلّ قارئا يستهين بالطبّ النّبوي حين ينظر إلى وصفة من أربع كلمات فقط (لا – إله – إلا – الله).. مع أنها أعلى شعب الإيمان.. ومع أنها وصفة من عند الله الذي خلق الإنسان وركّبه .. ولن يسأل قارئنا عن وصفة من ثلاث حبات من عقاقير دواء كتبها له طبيب إنسان مثله لم يخلق شجرتها وما كان له أن يكتشف جدواها لولا إلهام الله له رأفة بعباده.

ولا يستهينن أحدنا بتذكيرنا بالذكر الكثير فإنه كما أن “أكثر الناس لا يعلمون” فإننا بحكم واقعنا وبإحصاء بسيط لمن حولنا من أقاربنا وأصدقائنا، نرى أنه يمكن تعميم هذا الاستنتاج القرآني الذي خص خصلة “العلم” على خصال أخرى ومنها الذكر.. فنقول “إن أكثر الناس لا يذكرون ذكرا كثيرا”.. وهكذا..

فالذكر الكثير غير الدعاء في مناسبات معينة وغير قول كلمات التسبيح والتهليل أمام موقف بعينه أو إقحامها بمحض العادة في الكلام.. إنما هو استقبال للقبلة وترديد كثير.. حتى يصبح الذكر باللسان برنامج حياة شامل يلمسه الناس في المعاملات الاجتماعية والسياسية وحتى المالية.. ذلك أنّ “ذكر الله باللسان والقلب والاستغراق والاستهتار والمحافظة على الأوراد آناء الليل وأطراف النهار بناء على غير أساس إن لم يَصن ذلك الذكرَ الكثيرَ

– ذكرُ الله عند الأمر والنهي،

– ذكرُهُ عند حق كل ذي حق،

– ذكره في الدرهم والدينار،

– ذكره في الأمة التي تنتظر مجاهدين لإقامة دين الله في الأرض” 8.

لكن على أهميّتها، فإنّ كل مظاهر الذكر المذكورة لا تعفي ولا تنوب عن الذكر باللسان أوّلا.. فإنّ أعلى شعب الذّكر “قول” لا إله إلا الله..

و”من ذكر اللسان إلى ذكر القلب واللسان، ومن الوفاء بأوراد محدودة إلى الاستغراق ثم الاستهتار” 9 إن وفقنا الله..

اللهم اللهم اللهم لا تحرمنا..

قال عارف بالله لبعض الدعاة أن من لا يذكر الله إنما يسقي إخوانه سما.. وإن من الوعاظ من يكتبون عن الذكر وايجابياته وليس لهم من الذكر الكثير نصيب..

وإنّه لن يجادل في الذّكر وكثرته إلا من لم يأْنِ له أن يخشع قلبُه لذكر الله.. وإن كان مؤمنا.. فالإيمان يبلى.. والذّكر يجدّده.. ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُم، وكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾..10

لاحظوا أن التذكير بالذكر هنا موجه للذين آمنوا.. وهم قلة وسط المسلمين… وقلة قلة من الناس..

إنه لا يجادل في شرط الذكر إلا من لم يذق أثر الذكر وحلاوته.. تماما كما أنه لا يجادلَ في شرط الصّحبة إلا من لم يذقها أو من اختار لنفسه “إسلاما فرديّا” – خوفا أو مبلَغا من العلم والهمّة- لا يغيّرُ في الأرض فبالأحرى أن يقودَها بصفته خُلق ليكونَ مُستخلَفا فيها..

لنلخص:

١- صحبة وجماعة

٢- وذكر

٣- وصدق..

ثلاثة شروط.. ثلاثة خصال على الداعي أن يتحلى بها..

فما علاقة الشروط فيما بينها؟

لنتحرّر من غثائيتنا القرونية علينا أن نقتحم -بالتّدريج- عقبات النّفس ومنها الأنانيّة والعادات والشح واتّباع الهوى لنتحلّى بخصال الإيمان وأوّلها الصّحبة والجماعة حيث تبدأ التربية الإيمانيّة الإحسانيّة بلقاء الباحث –الصّادق- لمؤمن أو مؤمنين صادقين منيبين إلى الله.. ورثوا نورَ النّبوّة من قلب لقلب عبر الأجيال.. وآتاهم الله رحمةً من عنده وعلّمهم من لدنه علما.. يربطه بهم رباط المحبة والنّصيحة فيصدّقهم ويَصْحَـبُهم.. يَصبـِر نفسَه معهم في جماعةٍ يتشرّب فيها نور النبوّة، ويتعلّم فيها الذّكر “الكثير” كما يندب القرآن الكريم –وأوّل الذّكر الإكثار من “قول” “لا إله إلّا الله” الذي به يتجدّد الإيمان- فيَقوى إيمانه ويهفو إلى مقامات الإحسان.. فيبذُل بدوره ممّا أخذ في صحبته لجماعته من عِلمٍ بالله –وهو العِلمُ الحقّ- ومما درس من علومٍ شرعيّةٍ وكونيّةٍ وممّا رُزِقَ من قوّةٍ ومالٍ ووقت.. فبذله برهان صدقه كما في الحديث الشّريف.. ثمّ يشرَع في العمل -متّخذا للعمل عدة العلم وعدة النظام- سالكا في عمله مسلك السّمت والتؤدة والاقتصاد وهي سِيما الصالحين وخصال الأنبياء..

يعمل باذلا قُصارى جهده ومجتهدا لتخطّي العقبات ومستجدّات الفتن.. قاصدا وجه الله، مقتصدا -وسطاً في غير تشدّد ولا تطرّف ولا غموض ولا سريّة ولا عنف- ومُعدّا اقتصاد القوّة ليُبلّغَ –بل ليُبلّغوا- رسالة الله إلى العالمين بالرفق وبالرّحمة..

فتلك الأمانة التي أبَتِ الجبال حملَها.. ولذلك خلقنا الله.. ولذلك كرّمنا الله..

فإنِ ابتغينا العزة بغير تبليغها أذلّنا..

————————————

1 سورة الأحزاب – آية 41

2 أخرجه مسلم

3 أخرجه مسلم

4 أمالي ابن بشران – وعند مسلم: ((الإيمان بضعٌ وسبعون أو بضعٌ وستون شُعْبة، فأفضلُها قولُ: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان))

5 المنهاج النّبوي

6 “شعب الإيمان” – عبد السّلام ياسين – صفحة 17

7 المستدرك على الصحيحين

8 الإحسان ج 1 – عبد السّلام ياسين – ص 302

9 الإحسان ج 1 – عبد السّلام ياسين – ص 298 بتصرّف بسيط

10 سورة الحديد – آية 16

المقالة السابقة ‎الحلقة 15: يوم الداعي وليلته‎ المقالة التالية ‎الحلقة 17: وظائف الدّعاة.. بين الدّعوة والدّولة‎

اشترك في النشرة اليومية

ابقَ على اطلاع! تصلك آخر الأخبار العاجلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.

من خلال التسجيل، فإنك توافق على شروط الاستخدام وتقر بممارسات البيانات في سياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
شارك هذا المقال
Facebook Copy Link Print
بقلممصطفى شقرون
ماجستير في إدارة الأعمال من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالمغرب، وإجازة في أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. من مواليد 1969 بالمحمّدية.

في هذه السلسلة

  • 1 ‎الحلقة 1: إلا ليعبدون‎
  • 2 ‎الحلقة 2: بين الانسان و الانعام‎
  • 3 ‎الحلقة 3: فطرية الدعوة‎
  • 4 ‎الحلقة 4: من الدّعوة إلى الإسلام إلى الدّعوة إلى الله‎
  • 5 ‎الحلقة 5: الإذن بالدّعوة‎
  • 6 ‎الحلقة 6: الدّعوة والجهاد‎
  • 7 ‎الحلقة 7: شهداء على الناس‎
  • 8 ‎الحلقة 8: المال والدعوة‎
  • 9 ‎الحلقة 9: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا‎
  • 10 ‎الحلقة 10: بلسان قومه‎
  • 11 ‎الحلقة 11: جهاد التّرجمة‎
  • 12 ‎الحلقة 12: علّمه البيان‎
  • 13 ‎الحلقة 13: دعاة أم مشاهير‎
  • 14 ‎الحلقة 14: نور الدّاعية المورَّث بالصّحبة‎
  • 15 ‎الحلقة 15: يوم الداعي وليلته‎
  • 16 ‎الحلقة 16: ذكر أو سم: شرط الذكر الكثير‎
  • 17 ‎الحلقة 17: وظائف الدّعاة.. بين الدّعوة والدّولة‎
  • 18 ‎الحلقة 18: الدعاء والدعوة‎
  • 19 ‎الحلقة 19: العبادة ليست الصلاة والحج والصيام فقط‎
  • 20 ‎الحلقة 20: لماذا نقرأ ؟.. ولماذا نكتب؟‎
  • 21 ‎الحلقة 21: حال الدّعوة من حال الدّعاة‎
  • 22 ‎الحلقة 22: التخطيط الدعوي والحياتي‎
  • 23 ‎الخاتمة: الدعوة إلى الله عز وجل هي لبُّ الأمر كله‎
Welcome Back!

Sign in to your account

Username or Email Address
Password

Lost your password?