“المنهاج ما جاءت به السنّة” هكذا عرف ترجمان القرآن -رضي الله عنه- كلمة المنهاج.
لم يمنع هذا التعريف العام الإمام المجدد عبد السلام ياسين -رحمه الله- من أن يفصل في المنهاج النبوي ويخصص لذلك خمسين كتابا ومئات المجالس وآلاف الساعات المسجلة..
الأصل أن السنة والمنهاج شيء واحد.. لكن في وجود شيء جامع مهم..
الجامع بين “السنة النبوية” و”المنهاج النبوي” نعت “نبوي”..
الجامع بينهما إذا النسبة إلى النبوة..
الجامع بينهما وجود النبي.. صلى الله عليه وسلم.. الذي يعلم الحكمة في تنزيل الأحكام..
الجامع بينهما نور النبوة..
فأين أنا وأنت من نور النبوة.. ؟ ومن أحوال النبوة..؟
وأين المجتهدون والمفتون من نور النبوة.. ؟ ومن أحوال النبوة..؟
إن السنة أقوال وأفعال وتقريرات و”أحوال شريفة” كذلك..
فلا يكفي مثلا ان تصلي كما “رأيت” النبي يصلي لما قرأت من وصف صلاته في الأحاديث.. لأنه جاء في الحديث كذلك أنه كان يسمع له -حين يقوم للصلاة- أزيز كأزيز المرجل.. صلى الله عليه وسلم..
فمن أين لنا بهذا الأزيز -الذي ورد في السنة-.. بدون منهاج تربية محدد منظم.. وردت معالمه في القرآن وفي السنة كذلك..
إن المنهاج النبوي تربية على خصال النبوة أولا.. اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم التي جمعها الإمام المجدد من القرآن ومن السنة (السنة هنا بمعنى كتب الحديث)..
وبهذه التربية التي حددها وجمعها ونظمها المنهاج النبوي.. يمكن لي ولك أن نستكمل معنى السنة الكامل.. ومعنى اتباعها الكامل.. بأن نتشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله وتقريراته.. وفي حاله عندما يقوم بها..
وهو ما لا يتأتى بالعكوف على كتب الحديث ولا بالدراسات الشرعية.. ولا حتى باستيفاء شروط الاجتهاد والفتوى المتعارف عليها.. (كما سنرى في الحلقة الثالثة)
كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن..
لكنه صار -هو- قرآنا يمشي..
ونحن نتلوا القرآن ونقرأ ونسمع السنة..
فحتى نصير -نحن- قرآنا..
وحتى نصير -نحن- سنة تمشي على الأرض،
علينا بمنهاج يغير ليلنا ويومنا.. حتى نتشبه برسول الله ما أمكن في فعله.. و في “حاله الشريف”.. لا أن نكتفي ب”معرفة” سنته وسيرته فقط..
خلاصة:
الجامع بين السنة والمنهاج كان النبوة.. على عهد رسول الله..
والجامع على عهد الصحابة.. كان النبوة التي ورثوا نورها بصحبتهم لرسول الله..
والجامع الآن هو أنت وأنا “إن” ورثنا نور النبوة.. بالصحبة والجماعة والذكر والصدق وكل الخصال التي جمعها مؤثل المنهاج النبوي -رحمه الله- ورتبها ووجهها نحو الغايات الكبرى من خلق الانسان: الاستخلاف والعمران والإحسان..
