خرج منتشيا من اعتكافه بالفيلا التي بذلها معلمه للدعوة فصارت مقرا لجماعة تتوب إلى الله وتدعو الناس للتوبة والعمل على إحياء شعلة الإيمان في قلوب أبنائها وفي قلوب مسلمي الأمة..
ركب سيارته تحت أنظار البوليس السري -الذي ما عاد سريا بعد عقود من حصار معلمه- وأخرج أجرة حراستها وناولها لحارس السيارة المقهور كما تروي تقاسيم وجهه وتجاعيده..
لكنه في هذه المرة انتبه للحارس وكلمه.. لينبأه أن من المسلمين.. في هذا البلد.. من لا يزال يحافظ على سنة اعتكاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله صحبه وإن منعتها الدولة في مساجدها..
– ” أتدري أين كنت ؟”
– فأجاب الحارس ببداهة: “نعم.. عند الحاج..”
– فسأله الفتى : “أتعرفه ؟”
فقال حارس السيارات.. الجار الْجُنُب الذي لا نعيره اهتماما غالبا.. ” نعم.. عمرها الله دارا.. لا ينساني الرجل من “حقي” في تمر الجنوب… “..
“وماذا تعرف عنه أيضا؟ “
قال الحارس ما لم يتصوره الفتى من دقة في اهتمام الرجل بخلق الله كلهم.. قمة في الذوق السليم… مع انشغاله بأمور المسلمين.. دعوة وتربية وتأليفا.. وتأليفا وتنظيما.. وعبادة قبل وبعد وأثناء ذلك في كل يومه وليلته..
قال الحارس للفتى : “عندما تركبون سياراتكم وتذهبون.. يخرج عندي الحاج ويكلمني.. ويقول لي : من أعطاك أجرك فخذه منه.. ومن لم يعطك شيئا.. لا تسأله.. ثم يأخذ مبلغا إجماليا ويناولنيه.. “
نعم… يدفع عنا.. بكل ما تحمل الكلمة من المعاني..
لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..
.. هذا أبي.. فليرني امرؤ أباه..
ملحوظة : كل تشابه في الشخصيات والأحداث.. محض قصد..
