دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Font ResizerAa
Font ResizerAa
دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Search
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Follow US
دين واحد > مقالات > ‎الحلقة 22: التخطيط الدعوي والحياتي‎
مقالات

‎الحلقة 22: التخطيط الدعوي والحياتي‎

مصطفى شقرون
آخر تحديث أكتوبر 13, 2025 12:05 م
مصطفى شقرون
12 Views
18 دقيقة للقراءة
شارك
18 دقيقة للقراءة
شارك
سلسلة الدعوة غاية الخلق (22 من 23)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } (الأنعام، الآية 162)

ملخص عام :

١.غياب التخطيط :

بدأت المحاضرة بسؤال عن عدد من يخططون من الحضور فكانت النسبة أقل من 1%

(10 من عدد وصل 500 وهو ما يعادل 2% لكن ضربناه في 50% لأننا لا نعلم إن كان المخطط المذكور متبعا فعلا)

ثم ذكرنا بحديث الرواحل وأن نسبتهم 0.5% فقط..

وأن هدف اللقاء أن نكون ضمن هذه النسبة.. والتخطيط هو ما يعطينا -بعد التربية ومعها- فاعلية الرواحل..

فالتخطيط.. تنظيم..

قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : «إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة» (1)..

[ أي : %1 من الرواحل x إمكانية العثور عليها (%50) = %0.5 ]

٢. عندما تصبح الوسائل أهدافا..

أهم ما يساهم في غياب التخطيط هو أن أكثر الناس يعيشون للوسائل لا للأهداف.. فيصبح العمل اليومي مثلا هدفا في حد ذاته يستنزف كل طاقتك في حين أنه وسيلة للتكسب من أجل إعداد القوة للدعوة.. ويصبح حضور اللقاءات وباقي المحطات هدفا أخيرا في حين أنه احتضان ورباط للخروج للدعوة والجهاد.. وهكذا..

(التفصيل في سلسلتي “الإيمان عمل” وخصوصا “التدين المريح”)

المراد إذا التفريق بين الأهداف والوسائل. وتمرين التخطيط هو فرصة تجعلك تفكر في تحديد الأهداف التي ستعمل عليها..

٣. أهمية التخطيط :

كان السؤال الثاني حول أهمية التخطيط.. هل هو واجب أو مسألة تحسينية ؟ شيء قد نسمع عنه في دورة.. ثم ننساه.. ولا نطبقه.. ثم ما علاقته ببرنامج الجماعة وما نقوم به.. فكان الجواب :

٤. علاقة التخطيط بالمنهاج النبوي ؟

المنهاج النبوي -بشعبه السبعة والسبعين- شامل لكل مناحي الحياة..

هو تخطيط في حد ذاته..

أهدافه محددة : تربية وتنظيم وزحف

والتخطيط.. تنظيم.. من أجل الزحف..

المنهاج النبوي تخطيط..

تخطيط للتربية عبر تخطيط يوم المؤمن وليلته

وتخطيط للتنظيم عبر هيكلته ومراحل تنزيلها وتنزيل برامجه وتكييف محاضنه ومؤسساتة لكل واقع ولكل قطر..

المنهاج النبوي سبع وسبعون (77) شعبة شملت كل ما يمكننا أن نفعله ونخطط له من أعمال وعبادات وتكسب وعلاقات وسمت وتعلم…

والجهاد في المنهاج النبوي أحد عشر (11) بابا.. تساعدك في تحديد أهداف مخططك الكبرى.. وهي:

– جهاد النفس

– وجهاد المال

– وجهاد التعليم

– وجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

– وجهاد الكلمة والحجة

– وجهاد التعبئة والبناء

– والجهاد السياسي

– وجهاد التنفيذ

– وجهاد الفقر

– وجهاد النّموذج الناجح

– وجهاد توحيد الأمّة

٥. لماذا نخطط ولا نطبق ؟ : من أين تأتي الهمة ؟

وقود العمل : الهمة والإرادة والعزم..

من أين لنا بها؟

الجواب : من الصحبة في جماعة المؤمنين.. لا يمكن أن تشعل فحمك بعود ثقاب.. إنما تشتعل همتك إذا وضعت فحمتك وسط فحم مشتعل(2).. أي وسط المؤمنين الأحياء بحياة الإيمان..

كيف ؟

باتباع أعمال يوم المؤمن وليلته التي وردت في القرآن والسنة وجمعها الإمام عبد السلام ياسين رحمه الله على شكل مخطط من ٩ نقاط..(3)

الهمة في شروط التربية أولا.. صحبة وجماعة.. (عمليا الحرص على الحضور الفعلي الكلي في مجالس الذكر والمحاضن والنصيحة والوقفات وكل لقاءات العمل والمخيمات والخرجات وباقي المحطات حيث يجتمع الإخوان).. الصحبة في جماعة تذكي وتوري زند الصادق في طلبه.. ثم بالذكر يحافظ على هذه النار مشتعلة.. وكأنه ينفخ في الجذوة بفمه الذاكر طول الوقت.. وحاله الذاكر.. وعمله الذاكر..

(المرجو الرجوع إلى فقرة “الهمة والإرادة والعزم” في كتاب الإحسان)

٦. كيف نخطط ؟

الأصل في التخطيط هو القوة الذاتية.. الهمة.. لهذا بدأنا بها.. أما الشكل فهو ثانوي وإن كان ضروريا..

من يحضر دورات حول التخطيط يريد أن يرى جداول ويذهب بها معه..

هذا لا ينفع.. لأنه لن يستمر في ملء جداول إلا لأيام.. لأن الشرة والحماس وحتى الهمة الناتجة عن “صحبة” اللقاء أو المحاضرة و”جماعتها” ستتبدد بعد تفرق الناس.. (لا الرواحل)..

هنا يأتي الحفاظ على المكاسب بقيام الليل والذكر والدعاء وكل أعمال اليوم والليلة بما فيها حضور مجالس المؤمنين (النصيحة والأسرة والوقفات وكل المجالس)..

وللتذكير فإن العبادات كالوضوء والصلاة تضاعف من مؤهلات العقل وعمله.. (الرجوع إلى كتاب “محنة العقل المسلم” في برنامج وصفحة “كتب قيمة”)

٧- شكل المخطط

أما عن الشكل فنرى أنه يجب أن :

– يطابق شخصية المخطط

– وان يكون سهلا بسيطا

– وأن يركز على الأهداف

– وأن يكون معيار تحقيق الهدف واضحا قابلا للحساب من أجل المتابعة والتقييم (مثلا عدد الحضور، نسبة حضور من غير المنتمين للجماعة في نشاط إشعاعي، عدد الصفحات من كتاب تكتبه.. وهكذا)

– وأن يكون المخطط مكتوبا بالطبع

مرة أخرى يساعد التفكر والذكر والقيام على معرفة النفس..

فمن الناس من لا يجد نفسه في اتباع تخطيط يومي بل يضع الأهداف السنوية ويحققها حسب ترتيب زمني مرن.. لا يطبق ترتيبا مخططا له.. لكنه يحقق الأهداف كاملة في الوقت المحدد لها (سنة مثلا أو أكثر) ..

والمرونة من المنهاج..

وقد يسبق هدفا من السنة الثانية على هدف كان وضعه في السنة الأولى من مخططه الخماسي أو الثلاثي.. لكن حجم تحقيق الأهداف سنويا هو نفسه..

ثم يختار هل يستعمل جداول أو نقاطا فقط (عناوين المشروع وفكرته) أو خارطة ذهنية..

هذا اختيار.. يأخذ ما يريحه ويرتاح فيه..

ولا ننسى أن المهم في التخطيط هو تحديد الأهداف وإعداد القوة الذاتية لتحقيقيها (التربية).. حتى لا ننجر وراء الشكل فهو وسيلة لا غاية في حد ذاتها..

وهذا خطأ كثير ممن يحضر دورات التخطيط.. السطحية الشكلية..

٨. المتابعة والتحفيز

تكون دورية وإن من أهم المحفزات بعد همة يوم المؤمن وليلته : الإنجاز (دراسة يورساك-١٩٨٦)

فمتى انجزت مشروعا تحفزت لإنجاز آخر وهكذا..

تجر الفتوحات بعضها..

٩. أية أهداف وأية مشاريع ؟

– أولا : أهداف المخطط يجب أن تطابق -في منتهاها- أهداف المنهاج النبوي أي أهداف خلق الإنسان : الاستخلاف والإحسان

– ثانيا : الدعوة أحسن القول.. وهي أصل الخلق.. فالله جعلنا في بيئة ورثت الإسلام بلا جهد.. هدفنا -كخلفاء للأرض محتملين- أن نوصل رسالة الدين الكامل (إسلام وإيمان وإحسان) إلى من حولنا. فتكون مشاريعنا تصب في الغايتين الكبريين (الاستخلاف -دعوة ودولة- والإحسان)..

إن كون الانسان “خليفة في الارض” هو ما يميزه عن باقي الكائنات وإن كونه خليفة أو نائبا يعني أنه يتحدث “بسم الله” الرحمن الرحيم.. أي أنه يدعو إليه..

فليست الدعوة مسألة “وقت ثالث” وجلسات بعد دوام العمل.. وإنما هي معنى الانسان ووظيفته.. بل هي كل حياة الانسان.. بما فيها دوام العمل (شعبة التكسّب) إن كانت النيّة إعداد القوة لإعادة ظهور الإسلام..

فشعب الإيمان التي تصب في شعبة “الدعوة إلى الله” تشمل كل مجالات حياة الانسان-الخليفة :

{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الانعام – 162)

وبذلك أُمر الانسان..

– ثالثا: الله تعالى خلق كونا مختلفة كائناته وألوانه وطبيعته.. وتغيير ما بالناس والأرض وعمارتها يستوجبان طاقات وأعمالا مختلفة..

وقد أودع الله في كل انسان ملكات مختلفة.. فيأخذ التخطيط -برأينا- بعين الاعتبار هذه الملكات.. ف”كل إنسان ميسر لما خلق له”..

ونرى أن أجدى الأعمال ما كان تقاطعا (4) بين:

. ما تحب

. وما تجيد

. وما له أثر (مردودية دعوية مباشرة بحسب المعايير المحددة سلفا أو مردودية اقتصادية تساهم في الدعوة.. فالمال عصب الدعوة)..

مثلا شخص يحب الشعر.. ويتقنه.. ويريد أن يستعمله لنصرة دين الله أو لترقيق قلوب المؤمنين وتذكيرهم بالله واليوم الآخر ليقوموا الليل ويقوموا للعمل (وبهذا يحيل الشعر ذكرا.. وجهادا..)..

هذا التقاطع يعطينا مشروعا له مردودية وأثر..

١٠. التخطيط الفردي والجماعي:

لكن ما العمل إذا غابت إحدى الأثافي الثلاثة (الحب والكفاءة والأثر)؟..

مثلا إن كان صاحبنا لا يتقن الصنعة الشعرية ؟ هل يتخلى عن حبه وعن هدفه الدعوي؟

هنا يأتي دور الجماعة.. فالهدف يصوغه الشخص ويدخل إخوته في التخطيط.. فهناك من يجيد صناعة الشعر.. يبحث عنه.. ويشركه في أمره..

(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً.. وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً..

إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً.. )

لا ننسى هذا الهدف الأسمى..

فإن قام أخوك بمشروع كنت خططت له فألغه.. فقد أنجزته..

تحفيز لك فقد حققت جزءا من برنامجك.. بدون جهد.. (Bonus)

لا داعي أن تقوم بما قام به عنك غيرك..

وهذا جمال العمل الجماعي.. التخطيط الجماعي..

وكل المشاريع تصب في المشروع الجماعي وتكمل البرامج التنظيمية ولا تتعارض مع أهدافها الكبرى وإن اختلفت الطرائق والأشكال..

فإن عرف المجتهد والمسؤول كيف يدمجون الاثنين، تحفيزا أوتبنيا لبعض الأعمال ونصيحة وتشجيعا وتوجيها -لا كبحا بأي وجه- للمبادرة.. سرت نسائم حيوية مضافة إلى المحاضن والمؤسسات واللجان..

١١. التجربة الشخصية :

عرضت تجربة تخطيط ومتابعة (مخطط ثلاثي لسنوات ٢٠١٤-٢٠١٦ و مخطط خماسي ٢٠١٦-٢٠٢١).. لهدفين :

– أولا : أن يرى الحضور أن الأمر ممكن

– ثانيا: أن يقوموا بنفس الشيء وأحسن منه.. كل حسب ميولاته وموقعه..

(وحرض المؤمنين على الجهاد)

(وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)

١٢. نجاعة المخطط : التوفيق والإلهام

– خذ وقتا للتفكير في معنى حياتك..

– وادع الله أن يستعملك..

– وواضب على يوم المؤمن وليلته..

– وضع على ورقة أفكار مشاريع تناسبك..

ثم هذا المخطط لن يكون كاملا 100%..

فكيف تعرف ذلك ؟

وكيف تصحح وتكمل وتجبر؟

إن العمل والتنزيل والتجربة (praxis) كل ذلك يجعلك تصحح بعضا من تخطيطك..

فالمخطط يطور ويكمل باستمرار (perfectible)

لكن الأجمل هو أن يصحح الله لك مخططك..

كيف ؟

قال الله تعالى (وداعيا إلى الله بإذنه.. )

جاء في “المنهاج النبوي” أن الإذن عند الأنبياء بدء نزول الوحي..

وأن الإذن بالنسبة لنا نحن :

– الإلهام

– والتوفيق

أو بمعنى آخر رسائل الغيب والتأييد والتيسير..

فتصبح قطرتك بحرا.. أو كما قال الإمام الجيلاني رحمه الله..

ويرسل الله لك جنودا لا يعلمها إلا هو وأناسا وأحداثا -بل أقدارا- تعينك وتصحح أخطاءك وتستر عيبك وتجبر نقصك.. وتكمل “مخططك” الذي صار -بل كان.. استغفر الله- “مخططه” سبحانه.. بعد أن سلمت فعلا.. وأسلست القياد له بالكامل طوعا.. حين بذلت قصارى جهدك للمساهمة في إعادة قيام الأمة..

وتقربت إليه -سبحانه- بالفرض والنفل -أي يوم المؤمن وليلته-..

حتى أحبك..

١٣. الدنيا للآخرة.. والآخرة للدنيا..

قمة الذكاء في التخطيط ما نصح به سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه..

فغالب الناس عندما يواجهون بعقبات في الدنيا يستنزفون ٩٩% من طاقتهم لحله بوسائل في الدنيا.. وقد يتوفاهم الله دون حل كل مشاكلهم.. لكن سيدنا معاذا نصحنا بقلب الأولويات.. إجراء معاكس.. ناجع..

قال رضي الله عنه في وصيته : “إنه لابد لك من نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أحوج. فابدأ بنصيبك من الآخرة فخذه، فإنه سيمر على نصيبك من الدنيا فينظمه لك انتظاما، ويزول معك حيثما زلت”..

وبذلك ينعكس يوم المؤمن وليلته على القلب فيشع على العقل وعلى كل ما يحيط بك من ولد وزوج وأقارب وجيران وأصدقاء وأعداء وزملاء وفضلاء والعالم شيئا فشيئا..

١٤. خاتمة : بماذا أبدأ الآن.. حالا..

جواب :

أولا : بضبط يوم المؤمن وليلته..

وأول بند فيه قيام الليل…

فقد كانت “المزمّل” ثالث ما نزل من القرآن الكريم وفيها أمر بالقيام..

وقد فرض القيام قبل فرض الصلاة..

وبالقيام اختلف المسلمون الأوائل عن قومهم.. وبه تقوّوا وبه انتصروا عليهم.. وبه أوصلوا نور ربهم -الذي ينزل إليهم في الثلث الأخير من الليل فيقتبسوا من نوره- عبر القرون والفتن والحدود…

فيوم المؤمن وليلته هو أول تخطيط..

ثانيا : ثم اكتب 3 أهدافا عملية أولية في ورقة لا تفارقك..

حين الورقة وطورها مع مرور الأيام ب :

– حسب التجربة الناتجة عن تنفيذك لخطتك..

– وبالتفكير المستمر في مدى انسجام أهداف خطتك مع غاياتي الخلق (الاستخلاف والإحسان) ومع أبواب الجهاد.. ومع مهمتك الدعوية وعملك المعيشي واهتماماتك (ما تحب وما تتقنونه وما يثمر وينفع في الدعوة إلى الله)..

– ثم بما يرد عليك من الله من همة وتوفيق وإلهام.. إن حافظت على صحبتك لجماعتك وعلى أوراد اليوم والليل..

ف “لا وارد لمن لا ورد له”

قال الإمام المجدد رحمه الله مبينا أثر نقص في نجاح الدعوة :

” وقلما يتساءل الدعاة عن أسباب فشلهم خارجا عن دائرة الأسباب الحركية.

قلما ينظرون هل هم يرعون الله تعالى ليرعاهم، هل يطيعونه حق الطاعة ليوفقهم، هل طهروا قلوبهم وعقولهم بذكره والقيام على بابه بالدعاء والتضرع ليلهمهم؟

قولوا لي: أية تربية تلقيتم يا جند الله وأية عبودية حققتم لمولاكم، أقلْ لكم بلسان القرآن أي مصير هنا وهناك ينتظركم، وأية هداية.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}. (العنكبوت، 69).

ما قال: مع الشاطرين.

وقال عز من قائل: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز}. (الحج، 40)

ما وعد بالنصر من يعتمد على حيلته وينسى أنها قضية الله لا قضيته.

إنما وعد من يبذل كل الجهد في التدبير، وإعداد القوة، والإقدام على التنفيذ، ويدخل من باب التضرع إلى الله العزيز، يسأله المدد والقوة والنصر.

تنسينا أنفسنا الأمارة بالسوء أن التوفيق من الله عز وجل، وأن هدايته وإلهامه ونصره هي زادنا الأول والأخير (…)

الإنابة إلى الله، وإسلام الأمر إليه، والتعويل عليه، مع إثبات الأسباب، وإعداد القوة، وأخذ الحذر والأسلحة والوسائل على مستوى العصر والمستقبل؛ تلك هي المعادلة التي تجمع لنا بين لب الأمر وهو الإيمان بالله، وبين الجسم وهو التنظيم والحركة.

الدولة بلا دعوة جسم بلا روح.

التنظيم والحركة بلا تربية إيمانية تحزب سياسي ما هو من الإسلام في شيء.

قيادة تنطق بالإسلام والقلب فارغ من حب الله والتوكل عليه تقود القافلة للتيه.” (5)

وادع الله أن يستعملك فهو المدبر والمخطط أولا وآخرا..

والله أعلم..

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

————-

(1) ورد الحديث في صحيح البخاري.. والمحدث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما..

(2) مثل أورده الإمام المجدد رحمه الله في إحدى لقاءاته

(3) يوم المؤمن وليلته :

1- يبدأ المؤمن يومه ساعة، أو سويعة إن تكاسل ولا ينبغي له، قبل الفجر يصلي الوتر النبوي إحدى عشر ركعة. ثم يجلس للاستغفار ليكون من المستغفرين بالأسحار.

2- الجلسة بعد صلاة الصبح إلى الشروق سنة. فذاك زمن مبارك يحافظ عليه المؤمن ما أمكن تلاوة، جزءا في اليوم بين صباح ومساء وذكرا وتعلما وحفظا.

3- صلاة الضحى صلاة الأوابين.

4- السنن الرواتب، وليوتر قبل النوم من لا يقوى على القيام أو يخاف فوات الوقت، ووتر السحر أمثل.

5- ثلاث جلسات من ربع ساعة على الأقل لذكر لا إله إلا الله مع حضور القلب مع الله عز وجل.

6- الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (300 مرة على الأقل يوميا)، وتخصيص ليلة الجمعة ويومها للصلاة عليه).

7- قبل النوم توجه لله عز وجل، وحاسب نفسك، وجدد التوبة، ونم على ذكر الله وعلى أفضل العزائم، ليكون آخر عهدك باليقظة مناجاة ربك أن يفتح لك أبواب الجهاد والوصول إليه.

8- إن كنت طالبا فابذل الجهد الكافي والوقت الكافي للمذاكرة. فأول واجباتك بعد الصلاة والتلاوة والذكر وتحصيل الحد الأدنى من العلم أن تنجح في دراستك وتتفوق.

9- ساعة لأسرتك الإيمانية أو لزيارة دعوة ودراسة.

وليكن وقتك بمثابة ميزانية تنفق منها، فكن بوقتك شحيحا أن تصرفه في الغفلة وتضيعه في ما لا يغني، واعلم أن الوقت الذي تندم عليه ولات ساعة ندم هو وقت لم تذكر فيه الله تعالى باللسان والقلب والجهاد لنصرة دينه. اقتصد في وقت نفسك ولا تضع وقت إخوتك بالزيارات الطويلة وبقلة ضبط المواعيد..

(4) مستوحاة من استراتيجية القنفذ في كتاب من جيد إلى أحسن لجيم كولينز

(5) المنهاج النبوي – ص ص 458-459

ملاحظة : كتبت هذا الملخص لأنه وصلتني ملخصات من بعض الإخوة -جزاهم الله على عملهم- فأردت أن أساهم في عملهم الجبار.

اعتذار : أثناء حصص التخطيط الدعوي عبر تطبيق “زوم”، ظهرت علي آثار التعب من جراء حمى وباء كورونا.. فاتكأت قليلا في جلستي -قهرا لا سوء أدب-..

ولم أخبر المنظمين ولا الحضور -حينها- بإصابتي..

فقد كان اللقاء مخططا له قبل إصابتي فكرهت أن ألغيه احتراما للحضور..

واحتراما لهم أعتذر..

وقد شفيت تماما بعدها وأنا بخير.. والحمد لله..

المقالة السابقة ‎الحلقة 21: حال الدّعوة من حال الدّعاة‎ المقالة التالية ‎الخاتمة: الدعوة إلى الله عز وجل هي لبُّ الأمر كله‎

اشترك في النشرة اليومية

ابقَ على اطلاع! تصلك آخر الأخبار العاجلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.

من خلال التسجيل، فإنك توافق على شروط الاستخدام وتقر بممارسات البيانات في سياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
شارك هذا المقال
Facebook Copy Link Print
بقلممصطفى شقرون
ماجستير في إدارة الأعمال من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالمغرب، وإجازة في أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. من مواليد 1969 بالمحمّدية.

في هذه السلسلة

  • 1 ‎الحلقة 1: إلا ليعبدون‎
  • 2 ‎الحلقة 2: بين الانسان و الانعام‎
  • 3 ‎الحلقة 3: فطرية الدعوة‎
  • 4 ‎الحلقة 4: من الدّعوة إلى الإسلام إلى الدّعوة إلى الله‎
  • 5 ‎الحلقة 5: الإذن بالدّعوة‎
  • 6 ‎الحلقة 6: الدّعوة والجهاد‎
  • 7 ‎الحلقة 7: شهداء على الناس‎
  • 8 ‎الحلقة 8: المال والدعوة‎
  • 9 ‎الحلقة 9: يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا‎
  • 10 ‎الحلقة 10: بلسان قومه‎
  • 11 ‎الحلقة 11: جهاد التّرجمة‎
  • 12 ‎الحلقة 12: علّمه البيان‎
  • 13 ‎الحلقة 13: دعاة أم مشاهير‎
  • 14 ‎الحلقة 14: نور الدّاعية المورَّث بالصّحبة‎
  • 15 ‎الحلقة 15: يوم الداعي وليلته‎
  • 16 ‎الحلقة 16: ذكر أو سم: شرط الذكر الكثير‎
  • 17 ‎الحلقة 17: وظائف الدّعاة.. بين الدّعوة والدّولة‎
  • 18 ‎الحلقة 18: الدعاء والدعوة‎
  • 19 ‎الحلقة 19: العبادة ليست الصلاة والحج والصيام فقط‎
  • 20 ‎الحلقة 20: لماذا نقرأ ؟.. ولماذا نكتب؟‎
  • 21 ‎الحلقة 21: حال الدّعوة من حال الدّعاة‎
  • 22 ‎الحلقة 22: التخطيط الدعوي والحياتي‎
  • 23 ‎الخاتمة: الدعوة إلى الله عز وجل هي لبُّ الأمر كله‎
Welcome Back!

Sign in to your account

Username or Email Address
Password

Lost your password?