دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Font ResizerAa
Font ResizerAa
دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Search
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Follow US
دين واحد > مقالات > ‎الحلقة 3 : أولادكم ليسوا لكم‎
مقالات

‎الحلقة 3 : أولادكم ليسوا لكم‎

مصطفى شقرون
آخر تحديث أكتوبر 13, 2025 2:13 م
مصطفى شقرون
12 Views
8 دقيقة للقراءة
شارك
8 دقيقة للقراءة
شارك
سلسلة الإسلام قصة حب (3 من 27)

“أولادكم ليسوا لكم..

أولادكم عيال الله..”..

بهذا الشطر الثاني أجبر ما نظمه جبران.. فالحياة لا تلد أولادا..

اليوم سنتحدث عن حب الأبناء بشكل مختلف..

بشكل أوسع..

أوسع في النوع والشكل وفي الدرجة وفي الزمن.. لا في الكم فقط..

اليوم يوم الوقوف بعرفات.. يوم الغفران الكبير..

ما أكسب هذا الميقات وهذا الوادي وهذا المرتفع من الأرض كل هذه القداسة؟

إنه اليوم الذي شهد أول اجتماع لنا مع ربنا.. يوم الذر.. في وادي “نعمان” الجميل.. المفضي إلى جبل عرفة..

قص علينا هذا المشهد الأول رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا : “إنَّ اللهَ أخذَ الميثاقَ مِن ظهرِ آدمَ بِ (نعمانَ)* يومَ عرفةَ ، و أخرجَ من صُلبِه كلَّ ذريةٍ ذراها فنثرَهمْ بينَ يديهِ كالذَّرِّ**، ثمَّ كلَّمَهُم قبلا قال : أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ. أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ”. (١)

في مثل هذا اليوم أخذ الله منا الميثاق وأشهدنا.. ثم أنسينا المشهد.. لكنه وقر في داخلنا.. في فطرتنا.. لذلك نشعر أن هناك خالقا.. ويشعر كل إنسان على الأرض إذا ما صدق نفسه حقا واستمع لصوته الداخلي.. -وإن ادعى الإلحاد- أن هناك شيئا ما في الوجود.. أكبر منه.. وأذكى..

المهم أننا وقفنا جنبا إلى جنب.. كلنا.. نحن.. ومن نظنهم “أولادنا”.. ومن سيأتون بعدنا.. على صعيد واحد في نفس الساعة وشهدنا نفس المشهد المهيب…

أولادنا إذا.. ليسوا “لنا”.. هم أمانة : يجمع الله خلقهم في نطف حسية لتخرج الأرواح إلى الأرض في أجسام حسية.. ليعلمنا أن نحترم سنة الله في الكون.. وفي الفعل.. وفي التغيير..

تغيير تقوده الروح.. لكن بيدين تحفران في الطين..

والمرأة تحمل عيال الله.. في أرض رحمها الطيني.. كما حملت أرض الطين أول بشر.. ويمنح الله الأم حنانا زائدا لتحسن تنشئة عياله.. فتحسبهم -لفرط الحب المغروس فيها- أولادها.. ملكا لها.. وقد يفسد حب التملك تربية “الخلق الجديد”.. الحديث الخروج إلى الأرض.. وإن كان سنه في عالم الذر هو نفس سن والديه..

ولا يفسد حب التملك “الأبناء” فقط (عفوا الخلق الجديد).. بل قد يفسد الحب “المرضي” الزائد المنغلق حياة بعض الآباء والأمهات ويقزمها..

في إحدى المحاضرات ألقاها أخ عزيز علي في مدرسة خاصة أمام آباء التلاميذ.. تدخلت إحدى النساء وقالت “إن اولادي هم حياتي”.. فطلب مني أن أجيبها لأن سيل الأسئلة كان قد غمره..

أذكر أني قلت لها بأسلوب مربك حتى تعيد النظر في حياتها الضائعة ظاهرا.. “هم ليسوا أبناءك أصلا.. هم خلق آخر أعطاكماهم الله لتواكباهم.. تربية وصحبة.. حتى يشتد عودهم.. ويرحلوا عنكما..

وسيرحلون عنك سيدتي.. لا محالة.. حينها هل سيكون لحياتك معنى؟

ثم، إن كانت حياة المرأة تختزل في تربية الخلق الذي مر من أرض رحمها فقط.. فما نقول لمن لا أولاد لهم..؟ أنطلب منهم أن يموتوا؟..

إن حياتك -سيدتي- أكبر من هذا ‘الواجب’ وإن كان مهما.. فابحثي عن معنى لحياتك سيدتى..”

إن “عادة” الولادة تحجب عنا كون كل الخلق سواسية في الخلق.. وأن أبناءنا ليسوا ملكنا.. إلا مجازا.. وهذا ليس تفلسفا وسفسطة :

فالله تعالى ينسب المال الذي هو ماله -هو- أصلا.. إلينا.. (..وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ..) (النور – 33).. مال الله..

ثم ينسبه إلينا -كما ينسب الأب مال ابنه الذي أعطاه إياه ليحمله المسؤولية- ولله المثل الأعلى..

(وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) (الانفال – 28)

أموالكم = مال الله في الأصل

أولادكم = عيال الله في الأصل.. (ونحن كذلك وأولادنا.. عيال الله)..

1- يعطيك الله من ماله (المال ليس لك)

2- ويطلب منك أن تنفق مما جعلك مستخلفا فيه (ليس لك)

3- بل ويطلب منك أن تقرضه من ماله… (وهو ليس لك أصلا)..

(مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (البقرة – 245)

أتذكر -بالمناسبة- الآن ان ابنتي الصغرى قد أقرضتني مالا علي تسديده..

ربما الحكمة من نسبة المال إلينا أننا سنتصرف بشكل مختلف إن ظننا أن المال مالنا.. سنكون أشحة بما نظنه لنا.. أما إن تذكرنا أنه ليس لنا وأنه استخلاف فقط (سلف لغرض ولمدة معينين).. وفتنة.. أي اختبار منه تعالى ليرى كيف سنستعمله.. حتما سيكون بذلنا للمال وجهادنا به أحسن وأجدى.. وحبنا له أعقل..

وهكذا مع الأبناء : إن رأينا فيهم “خلقا آخر”.. كانوا معنا واقفين في وادي “نعمان” قرب جبل “عرفات”.. كيف ستكون نظرتنا لساعة الولادة المقدسة.. وكيف سيكون استقبالنا للشخص القادم من الجنة في جسم صغير مؤقتا.. خلق حديث عهد بالعالم الحقيقي.. حديث عهد بربه.. يستقبل بغسل ووضوء وتطيب وزينة الملابس وصلاة شكر للمهمة الموكلة.. استقبال يليق باستقبال وفد قادم من عند الله.. لا مجرد بحث عن تكثير ولد أو عن مولود ذكر وارث أو عن أنثى تكمل ديكور البيت الذكوري أو تمديد نسل أو ارتياح من خوف عدم الانجاب أو إسكات لمن يسألونكما من أهليكما -بقلق- عن تأخر الانجاب..

وقد لاحظت أن أغلب من يرفض الفكرة بشدة للوهلة الأولى أشخاص تعلقوا بأبنائهم تعلقا “زائدا” عن الحب الفطري -الكبير أصلا- الذي أودع فيهم.. لأنهم ببساطة جعلوا أبناءهم غاية حياتهم ومحورها !..

وقد أمر الله سيدنا ابراهيم بكسر هذه العادة لما جاءته رؤيا ذبح ابنه..

فالغاية الله.. لا الولد..

إلا أن يكون الولد سبيلا ووسيلة لتحقيق تلك الغاية.. فيه أولا.. وفي الناس..

إن رأينا في المواليد “خلقا آخر”.. كانوا معنا واقفين في وادي “نعمان” قرب جبل “عرفات”.. كيف سيكون تقديرنا واحترامنا لهؤلاء الإخوة من آدم.. وإذا تذكرنا أننا كلفنا -بل شرفنا بتفويض- من طرف رب العالمين بتربية خلقه – بما تحمله التربية من محبة ورحمة وصدق وبذل وذكر وعلم وعمل وسمت حسن واقتصاد وجهاد-.. ليكون أهلا لتحمل الأمانة التى طوقنا بها أنفسنا.. كلانا.. معا..، سنساهم في إخراج جندي لله.. يغير ما في الأرض إلى أحسن ويدعو إلى الله.. ستكون تربيتنا مختلفة تماما عن تربية العادة..

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) (الأحزاب – 72)..

أما إن رأينا في “أولادنا” فلذة كبدنا.. وقطعة من لحمنا.. وعيوننا.. وعادة ولادة.. وملكا لنا.. فسنخرج لحوما وعيونا وأكبادا تابعين لنا لا مجددين.. لا ينفعون أمة.. وقد لا ينفعون حتى أنفسهم..

(ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين..

واجعلنا للمتقين.. إماما..)..

إمامة أمة..

ذلك منتهى تربية الذرية.. على الأرض..

والله أكبر وأعلم.

—————ه———-

(١) رواه الإمام أحمد (2455) ، والحاكم (75) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وأورده الألباني في صحيح الجامع (1701).

*النعمان واد جميل في مكة ينحدر إلى عرفات

** صغار النمل.. بَيانًا لكثْرَتِهم

المقالة السابقة ‎الحلقة 2 : السُّنّة الرومانسية‎ المقالة التالية ‎الحلقة 4 : الخلق.. قصة حب‎

اشترك في النشرة اليومية

ابقَ على اطلاع! تصلك آخر الأخبار العاجلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.

من خلال التسجيل، فإنك توافق على شروط الاستخدام وتقر بممارسات البيانات في سياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
شارك هذا المقال
Facebook Copy Link Print
بقلممصطفى شقرون
ماجستير في إدارة الأعمال من المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالمغرب، وإجازة في أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. من مواليد 1969 بالمحمّدية.

في هذه السلسلة

  • 1 ‎الحلقة 1 : الحب شرط الإسلام الأول‎
  • 2 ‎الحلقة 2 : السُّنّة الرومانسية‎
  • 3 ‎الحلقة 3 : أولادكم ليسوا لكم‎
  • 4 ‎الحلقة 4 : الخلق.. قصة حب‎
  • 5 ‎الحلقة 5 : الحب أكبر الأرزاق‎
  • 6 ‎الحلقة 6 : الحب ليس تبادلا للعواطف‎
  • 7 ‎الحلقة 7 : الإيمان حب..والحب دواء أمراض الأمة‎
  • 8 ‎الحلقة 8 : لا جنة بلا حب‎
  • 9 ‎الحلقة 9 : لا تنظيم بلا حب‎
  • 10 ‎الحلقة 10 : لا جماعة بلا حب‎
  • 11 ‎الحلقة 11 : الحب أساس الطاعة‎
  • 12 ‎الحلقة 12 : دستور المحبة‎
  • 13 ‎الحلقة 13 : حب من الله‎
  • 14 ‎الحلقة 14 : الحب في الله أوثق عرى الإيمان‎
  • 15 ‎الحلقة 15 : من أحب قوما حشر معهم‎
  • 16 ‎الحلقة 16 : الحب كسب من العبد كذلك‎
  • 17 ‎الحلقة 17 : محبة رسول الله هي العروة الوثقى‎
  • 18 ‎الحلقة 18 : حب أولياء الله لرسول الله ﷺ‎
  • 19 ‎الحلقة 19 : حب خاص‎
  • 20 ‎الحلقة 20 : حب الله قطب رحى الدين‎
  • 21 ‎الحلقة 21 : حب الله للمجاهدين‎
  • 22 ‎الحلقة 22 : براهين الحب السبعة‎
  • 23 ‎الحلقة 23 : الحب و الكلام عن الحب‎
  • 24 ‎الحلقة 24 : الحب حجر أساس الدولة الإسلامية‎
  • 25 ‎الحلقة 25 : الحب حرص وخدمة وتعظيم.. متبادل‎
  • 26 ‎الحلقة 26 : الحب سمة أهل الآخرة‎
  • 27 ‎الحلقة 27 : الحب الشامل الموصل‎
Welcome Back!

Sign in to your account

Username or Email Address
Password

Lost your password?