The Myth of “The 3 Abrahamic Religions” !
أسطورة أخرى تضاف إلى أسطورة “الديانات التوحيدية الثلاث” التي رأينا أنها اختراع في القرن 17 السابع عشر..
الاختراع الجديد وليد القرن 20 العشرين !.. ألا وهو عبارة “الديانات الإبراهيمية الثلاث”.. (The 3 Abrahamic Religions)..
خطورة هذه العبارة أنها تنسب الوحي إلى الانسان لا إلى الله..
فتجعل من الدين انتسابا “لسلالة” معينة..
مع أننا نقرأ في القرآن الكريم تعريفا وتمييزا واضحا بين وراثة الدين.. ووراثة الدم.. :
{قال ومن ذريتي؟ قال لا ينال عهدي الظالمين}..
تجعل عبارة “الديانات الإبراهيمية” المحدثة.. -وكل محدثة في الدين ضلالة.. وكل ضلالة في النار-.. تجعل من سلسلة الوحي والرسالة النورانية الروحية، “شجرة جينيالوجية”.. “عائلية”.. “بيولوجية”.. “عرقية” “عنصرية”..
فننسى -لفشو الفرية- أن الدين وحي من الله.. وإن منا لمن يفرحون بأننا “أبناء عمومة” مع اليهود.. ومع النصارى..
[مع العلم أننا -بانتسابنا إلى سيدنا آدم عليه السلام-، نكون “إخوة” مع كل الناس.. جمع.. لا تفرقة..]
ننسى -لفشو الفرية- أن الدين وحي من الله..
فنظن أن ديننا يأتي بعد “دينهم”..
ونصدق الفرية لكثرة ما تقال وتذاع.. ويصير سيدنا ابراهيم عليه السلام وكأنه أبو البشر..
بل ويصير أبا “الديانات”..
وبذلك نعترف -ضمنيا- أن دين الإسلام جاء بعد “دين” سمي اليهودية وبعد “دين” سمي النصرانية..
ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ويكرر حتى بعض علماء المسلمين.. أن “الديانات”.. “ثلاث”.. وأننا ننتسب إلى “الديانات الإبراهيمية”..
ولا يعلم أكثر الناس أن مخترع العبارة ليس رجل دين أساسا..
بل ولا يحل له أن يكون رجل دين..
وإنما هو رجل استخبارات..
عسكري “مثقف”.. خدم الاستعمار تحت غطاء بعثات أركيولوجية أو مهمات ديبلوماسية..
وليست مهنة التجسس (التي اتهم بها في مهمة بالعراق) أو الاستخبارات سبة.. بل هي ضرورة للدول..
لكن مخبرنا (الذي كثرت تقاريره حولنا) كان يعمل لصالح دولة استعمارية خلال فترة استعمارها.. بل وكان يسهل استعمارها.. ويعبد طريقه باستكشافه لجغرافية البلد.. وعقلية ساكنيه..
نحن المعروفون بحسن الضيافة.. والتي لا تعني بالضرورة تغييب حس الحذر.. فمن الحزم سوء الظن..
كان ماسينيون يعمل في “الفرفة الاستعمارية” للجيش الفرنسي (French Army Colonial Division)..
وقد عين ممثلا في اتفاقية “سايكس بيكو” (Sykes-Picot) التي أمعنت في تمزيق الأمة الإسلامية.. عمليا.. على الأرض..
وعمل المخبر في المغرب كذلك مدة !! وكان يبعث تقاريره حول المغرب إلى فرنسا.. بل ألف كتابا عنونه “اسكتشاف في المغرب”..(Reconnaissance au Maroc -1888)
[ولا يزال يعمل.. عبر مدارس “بعثات” تحمل اسمه]..
اخترع المخبر الفرنسي “لويس ماسينيون” كلمة “الديانات الابراهيمية” سنة 1949 !!!
وأصبح أكثر الناس يستعملونها وكأنها وحي…
مع أنها توقف الوحي عند رسول واحد..
تقطع ما أمر الله به أن يوصل..
{..وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ. الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.. } (البقرة ٢٦-٢٧)
فسوق.. وخسران.. أن نقطع السلسلة النورانية..
– ولا يسأل عقلاؤنا.. وأين نضع دين سيدنا “نوح” عليه السلام إذن ؟؟؟
(وقد عاش قبل سيدنا ابراهيم عليه السلام بمئات السنين..)
– ولا يسأل عقلاؤنا.. كيف تكون الديانات “ثلاثا” ؟؟ ..وهناك رسل قبل سيدنا إبراهيم عليه السلام ؟؟
(أفلا يعقلون !)
هذا جواب الله لمن قال إن ابراهيم كان يهوديا أو نصرانيا..
(أفلا يعقلون !)
ومنا من يردد العبارة معهم في “حوارات الأديان”..
{ودوا لو تدهن.. فيدهنون}..
كيف يكرر علماؤنا عبارة ويلصقونها بهذا الدين الطاهر العفيف.. وهي من اختراع “رجل” لم يقرأوا مذكراته..
ولا أزيد..
