قال أحدهم معلقا -بسوء أدب- عن مقالي “اليهودية ليست في التوراة” أن عدم وجودها ليس مبررا لعدم وجود “ديانة يهودية”.. وان اسم “يهود” في القرٱن الكريم.. ولا عبرة بالمسميات.. وأدخل التسامح حيث لا مجال لذكر التسامح (الواجب على المسلم اتجاه كل البشر…) وأن مثل ما اكتبه هو ما ينفر الناس من الاسلام.. واختيار البوذية.. هه ووصف -بخفة وقلة أدب- ما كتبته بالعبث..
فهأنا أجيب.. لتعم الفائدة… ومعذرة إن كان في بعض الجواب ما يجاري اسلوب المعلق.. ليكبح تماديه مستقبلا.. ثم لأحرك ماء ركد قرونا… حتى اختفى عند الناس -بفعل تقادم الفرية القرونية- ذلك التدقيق القرٱني الذي يسمي الطوائف والعائلات باسم أجدادها (بنو إسرائيل..).. أو أعيانها (إخوان لوط وهم مجموعة بشرية وليس تقسيما دينيا وإن نسبوا حسب تقسيم “إداري” لسيدنا لوط… لا نسبة للدين هنا فهم كفار.. ).. ويسمي الدين الواحد اسلاما
“اكتب تحديدا من أجل هذا الخلط الكبير :
القرٱن الكريم سمى الناس بما سموا انفسهم لم يسم الدين بأسماء مجموعات.. مثلا :
1. “اليهود” : اولاد سبط يهوذا (ليس دينا)..
و كلمة اليهودية ليست في التوراة ولا في العبرية القديمة أصلا.. فكيف تكون دينا..
وماذا نقول عن اولاد باقي الاسباط إذا..
إسأل “السامريين” بنابلس.. فهم “بنو إسرائيل” لكنهم ليسوا “يهودا”… ليسوا من سلالة “يهوذا”
هذه “إثنيات”.. وليست “ديانات”..
مجموعات حرفت “إسلام التوراة” عندما حرفت التوراة.. واخترعت بذلك معتقدات مخالفة لدين إسرائيل أي “إسلام إسرائيل”..
فكيف أصف دين إسرائيل “باليهودية” ! وهو أوصى بني إسرائيل ب”الإسلام”..
هذا مناف للقرٱن..
{وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (البقرة 132)
2- “النصارى” : {الذين قالوا إنا نصارى} (من مدينة الناصرة أو غيره..).. نسب جغرافي.. وليس دينا ..
3- تماما كما سمى القرٱن الكريم المجموعات باسماء تسموا بها أو قبلوها .. “الصابئون” و”اصحاب الرس” و”ثمود” و”إخوان لوط” (هاهم كفار ومنسوبون لاسم نبي.. لا لدينه..) و”قوم نوح” (نفس الشيء.. كفار ومنسوبون لاسم نبي.. لا لدينه..) و”اصحاب ليكة”.. و”قوم تبع”… وحتى “بنو اسرائيل” أي اولاد سيدنا يعقوب.. نسبة إلى سلالة لا إلى دين..
هذه أسماء مجموعات بشرية.. لا “أديان”
ووصف القرٱن الكريم لها بأنها مجموعات أي “أمم” {تلك “أمة” قد خلت.. }.. أمة = جماعة..
هل فهمت دقة الأمر.. لا الكلام المبهم الفضفاض المختلط.. دقق ثم تكلم عن العبث.. وإلا فأنت تهذر بما لا تفقه.. وهذا هو العبث..
5- لا علاقة للتسامح بما اكتب: التسامح واجب مع كل المجموعات البشرية بل ومع كل الكائنات لأنها أمم (مجموعات) أمثالنا.. {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} (الممتحنة8)
6- إنما يعرض عنا الناس لعدم دعوتنا إياهم للإسلام الحق.. ثم لجهلنا نحن -كثير منا- كذلك بإسلامنا الحق الجامع لا المفرق … حين نرسم لهم الاسلام على أنه دين من بين اديان ..
أما إن فهمنا أنه الدين الاصل الفطري دين سيدنا أدم فسنجمع الناس إلى أصلهم الواحد وفطرتهم الواحدة ..
بهذا نجمع.. لا نفرق..
7- واعلم من هنا أن من قال “الدين اليهودي” و”الدين النصراني” أو حتى “الشريعة اليهودية” أو “الشريعة النصرانية” وجعلها في مقابل دين الإسلام وجعل الاسلام قصرا على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقد جانب الصواب القرٱني…
8- نصيحة لوجه الله : ابحث ودقق وناقش.. فحجتك مهزوزة جدا وخفيفة لدرجة تجعل البوذية دينا (“وسيدهارتا” نفسه لا يعتبر ما جاء به دينا) .. وإنما أجبتك لأسمع ٱخرين.. لا لأسمعك..
9- إذا أردت التعلم فتأدب.. فالأدب هو العلم.. قال صلى الله عليه وسلم (أدبني ربي فأحسن تأديبي).. حتى وإن كانت حجتك دامغة.. فكيف وما جئت به أطف من الطفيف.. وتنعت المقال بالعبث..
بقلم : شقرون مصطفى
_______________
التعليق الذي سرّع بكتابة الحلقة في التعاليق
