لم أمارس رياضة ركوب الأمواج لسنوات لكثرة المشاغل زعما….لكن السبب الرئيسي عقبة نفسية تتعلق بالعجز عن تخطي الأمواج المنكسرة لبلوغ نقطة ٱنطلاقها ووهم يوحي إلي أني تجاوزت سن رياضة تتطلب جهدا كهذا….إلى أن شاهدت شريطين قرعا نفسي الخاملة الداعية لأنشطة التثاقل والكسل. الشريط الأول لرجل قارب سنه السبعين يركب أمواجا تستدعي حذرا ونفسا طويلا. والثاني لشاب يركب أمواجا ليست بالصغيرة وهو المقعد الفاقد ساقيه إثر حادثة على ما يبدو.
رجل بدون ساق قبل المقطوعة ساقيه لن يخطر بباله حتى الإستلقاء فوق لوحة ركوب الأمواج على مياه هادئة.
الإنطلاق عند تحديد الإهداف من الممكن فقط، يزيغ بنا عما يكمن إنجازه وإن بدا مستحيلا. فكلما كانت وجهتنا أو محطتنا المقبلة سهلة قريبة المنال كلما فوتنا على أنفسنا فرصة بلوغ إنجازات عظيمة لا تبلغ ذرة ما كان بإمكاننا تحقيقه.
أيلغني أحد الشبان الذين تطورت صحبتنا للقاءات يومية ساعة ونصف قبل آذان الصبح نذكر الله ونقوم الليل وندعو الله قبل الذهاب إلى المسجد أنه عانى لمدة طويلة من الإخفاق في المواظبة على صلاة الفجر مع الجماعة. لكنه عندما رفع السقف عاليا وٱستعان بصحبة من يسعون لتحقيق ذلك الهدف، تحقق ما لم يكن بالحسبان وأصبح الهدف الأول ذرة في سلم الإنجاز.
للتدرج مواطنه وسياق تطبيقه. فدعوى التدرج في مثل حالة هذا الشاب قد تذهب بسنوات من العمر عند سفح جبل كان يمكن بلوغ قمته.
