بسم الله الرحمن الرحيم
“ما العلاقة بين المنهاج النبوي والسنة النبوية؟” (الحلقة 5) :
“الإيمان : شرط الاجتهاد غيرُ المسلًَمِ به”
يقول الإمام المجدد عبد السلام ياسين رحمه الله :
“قال الإمام الشاطبي رحمه الله : «إنما تحصل درجة الاجتهاد لمن اتصف بوصفين: أحدهما فهم مقاصد الشريعة على كمالها، والثاني التمكن من الاستنباط بناء على فهمه فيها (…). وأما الثاني (أي التمكن من الاستنباط) فهو كالخادم للأول».
كانت عدالة العلماء وتقواهم وإيمانهم بالله رب العالمين واعتصامهم بشريعته أمرا مسلما. لذلك لم يتحدث الشيخ إلا عن فهم المقاصد وعن التمكن من الاستنباط، وهما كفاءتان عقليتان.
في زماننا كثر المنافقون عليمو اللسان، لذلك نسبق شرط أن يكون المجتهدون الشوريون المتشاورون من أهل الإيمان والإحسان. لا نأخذ إيمانهم أمرا مسلما حتى نعرف ذلك عنهم ببرهان الصدق نقتضيه منهم على محك الأيام والأحداث والصبر على الجهاد.” *
انتيهت من سرد فقرة من كتاب مؤسّس لإعادة قيام الإسلام : “نظرات في الفقه والتاريخ”..
لم يعد الإيمان أمرا مسلٌما..
وبخاصّة الإيمان بمعايير شعب الإيمان السبع والسبعين..
فمن مقتضيات الخصال العشر (خصلة الصحبة والجماعة) أن يكون المجتهد “من” المؤمنين و”معهم” دائما لا على الهامش.. لا من على منبر إفتاءٍ عاجيٍّ عالٍ..
ومن مقتضيات باقي خصال شعب الإيمان أن يكون المجتهد ذاكرا لله ذكرا كثيرا.. من أهل لا إله إلا الله.. وأن يكون صادقا وباذلا، عالما وعاملا ذا سمت إسلامي مستقل غير منبهر بأضواء وألوان ومستحضرات “الحضارات” المحتضرة من حوله.. وأن يكون متئدا رحيما بالناس كل الناس وبكل المخلوقات بدؤا بالأرض المستخلف فيها.. وأن يكون مجاهدا.. شاهدا بالقسط.. لا خانعا أو ممالئا أو ساكتا أو خائفا غير الله…
_____________________
* “نظرات في الفقه والتاريخ” للإمام المجدد عبد السلام ياسين، ص 77.
