أن تكون منفتحا على الآخر مهما كان معتقده أو “لامعتقده” من خصال المسلم الحكيم المنفتح..
أن تنبهر بخلُقه أو بكلامه أمر شخصي.. متعلق بشخصية المنبهر وبكسبه العلمي في التخصص الذي انبهر به.. أو هو نتيجة مقارنة حال بعض بني جلدته أو أتباع قدواته التي لم تصل الكمال المنشود بالصورة المثالية التي رسمها في خياله لمن انبهر بهم.. أو هي نحلة غالب بكل بساطة كما رأينا في الحلقة الأولى..
لكن أن نسكت عن الكفر البواح في أدبيات الآخر فهذا تضليل لنفس المنبهر وتضليل لمن معه.. ولمن يثقون به..
قال العارف بالله الإمام عبد السلام ياسين -رحمه الله- :
” ‘نظيرك في الخُلُق’ هي كلمة للإمام علي كرم الله وجهه قال: الناس صنفان: «أخ لك في الدين، ونظير لك في الخُلُق».
يستحق الاعتبارَ من كان مثيلاً لك في الخُلُق. يستحق اعتبارا لا يتجاوز به مرتبته إن كان مخالفا لك في الدين.
يرفعه خلُقُه عن عامة البشر، لكن لا يخرجه من دائرة الكفر خلُقُه إن كان لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر.
أمّا أن يستدرجَك بخُلُقِه حتى :
– تتنازلَ عن دينك،
– أو تتناساه،
– أو تسكت عن «غيبياته» مجاراة،
فذلك انزلاق في «المثلية البشرية» التي حاجَّ بها الكفار الرسل فوجدوا الرسُلَ جبالا شُمّاً لا تتزعزع.
قال الرسل عليهم السلام: ﴿ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ﴾ (سورة ابراهيم – من الآية 11)
إذا استدرجك خلُقُ نظيرك في المزايا الإنسانية فنـزلت معه مِن تسامح ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ﴾ (سورة “الكافرون” – الآية 6 ) إلى حضيض الجري الحثيث في المباراة الأرضية فقد أعطيت من نفسك الدليل على ادِّراكِ علمك بالآخرة، وعن نزولك من مراتب اليقين بها يقين المهتدين، وعن شكك، نعوذ بالله.” (كتاب العدل- صفحة 362 )
القاعدة إذا.. أن لا نجاري :
– من لا يجد للوجود معنى (انظر الحلقة ٢)
– من لا ينتظر بعثا ولا صراطا ولا حسابا بعد الموت
– من لا يرى للكون خالقا
– من لا يذكر الله بل يردد أي كلمات أرضية مقطوعة عن السماء وخالقها (انظر الحلقة ٣)
– من لا يتفكر إلا في داخل “نفسه” في دائرة مغلقة مقطوعة عن الله..
– من لا وازع أخلاقي لديه ولا حياء.. ومن يستهين بالأواصر والعلاقات الأسرية والزواج (وهو ميثاق غليظ) وهي لبنات التغيير الجماعي…. (انظر الحلقة ٤)
وإلا فهي إمعية واستدراج.. لا تقبل وانفتاح..
