كانت وصية شيخ المجاور لرسول الله ﷺ له “ألا يبرح الجوار حتى يأتيه خبر “صاحب الزمان””..
فأمضى حقبا..
وإن لله رجالا همتهم تخرق الحدود والآفاق.. كما تخرق الطائرات المقاتلة جدار الصوت.. وأكثر.. وهكذا كان الشيخ الشامي وزوجته وهكذا كان -ولايزال- الحاج المغربي المجاهد.. أو ليسا يستمدانها من حب رسول الله وحب إمامهما في المغرب الأقصى ومن حبهما وتعظيمهما لإخوانهما في الله رضي الله عن الجميع..
لم يكتف مجاور رسول الله ﷺ بكتاب الإحسان -وهو الكتاب- بل طلب المزيد.. فما كان من الحاج إلا أن خطط -بين عمرتين- لإحضار كل كتب الإمام ورسائله بتنسيق مع من يعتزمون حج بيت الله من بلدان مختلفة.. وليس الأمر بالهين.. فكتب الإمام المجدد رحمه الله ورسائله -وهي أكثر من خمسين مؤلفا- ممنوعة في بلده.. محاصرة.. نادرة نسخها خارج المغرب..
أعجب مجاور رسول الله ﷺ أيما إعجاب بمكتبة الإمام.. التي عظمها حين طلبها.. كلها..
أما زوجته المهاجرة -التي ترفعت عن رتبة “زوجة الطيار” بما لها من بريق في مخيلة الناس.. وامتيازات.. وحظوة.. وأسفار.. وفنادق.. ومشتريات.. – وتركت كل شيء.. بدأ باعتدال الجو والناس بالشام.. فقد فتحت في بيتها مجلسا ل (تنوير المومنات ) منذ ان قرأت الكتاب للمرة الأولى..
همة.. فلنفهم.. ولنتهمم.. ولنهتم.. ولنهم..
الحب محرك الهمة والعزم والإرادة..
والحب الصحبة..
وشعب الصحبة والجماعة حب في حب في حب..
والحب تفضحه عيونه..
من محبة الشيخ الشامي للإمام المجدد أنه كان كلما ذكر اسم الإمام بكى..
كان يقول لاخواننا من زواره -مستنهضا ومحرضا ومحذرا-: “اسمعوا رعاكم الله : “اتباع الشيخ هم من يقتلوه او يحيوه..”..
طلب الشيخ السوري من المغربي أن يبلغ رسالة إلى الإمام مفادها : “إني معك ، واساله ان يأذن لي ان ادعو الى طريقه”.
فلما وصل الإمام الطلب، أجازه في التبشير بالتجديد الذي أثله في كتبه عن المنهاج النبوي.. فصار دأب المجاور أنه كلما دخل أحد الحجاج أو المعتمرين إلى الروضة الشريفة أن يفسح له مكانا وسط الزحام ليصلي باطمئنان ويطلب منه أن يجلس قليلا ليذكر الله.. ثم بعد ذلك يطلب منه أن يبحث عن مجدد الدين.. وريث رسول الله ﷺ الذي بالمغرب الأقصى.. ويعطيه اسمه.. تحت أنظار أعين تتتبع الناس لتبعدهم عن رسول الله..
لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..
همة سامقة ودعوة قاصدة.. وما التقت الأشباح..
رحمه الله ورحم الإمام ورحمنا.
أسر لي الحاج المغربي أنه استاذن الامام في ان يقبل هدية من الشيخ الشامي ودعوته لحضور بعض مجالسه.. فاجابه الامام بقوله :
“كل ما ياتيك في الحرم فهو من رسول الله صلى الله عليه وسلم”..
آخذ من هذه القولة أمرا آخر.. أعم..
لقد جاء خبر “صاحب الزمان” إلى مجاور رسول الله وهو في الحرم..
و “كل ما ياتيك في الحرم فهو من رسول الله صلى الله عليه وسلم”..
بقلم: مصطفى شقرون*
____________________ه
(*كاتب المقال ناقل فقط للأحداث.. أما الحاج المغربي فهو راويها الفعلي وقد آثر أن لا أذكر اسمه أو أكتب المقال باسمه فجزاه الله -بشهادته- عنا خيرا.. وهذه دعوة لمن له شهادة لا يريد أن يكتمها أن يوافينا بنصها أو أن ينشرها بلا ذكر للأسماء تفاديا لتعاليق المبكتين.. فهي في الأخير من “القصص”..
وكل تشابه للأحداث.. محض قصد..)
