“فهمتكم !”..
كلمة قالها الرئيس-الملك قبل السقوط الأخير والهروب من شعبه..
كان ظالما.. مستغنيا.. لكن من الأخطاء التي سقط فيها ويسقط فيها أكبر القادة.. حتى غير الظالمين.. هي :
1- تغييب النظرة المستقلة الناصحة التي لا تخاف في الله لومة لائم.. (ومن الٱليات التي يمكن -بل يجب- مأسستها : التشخيص الاستراتيجي، التدقيق الداخلي، الحسبة..)
خطأ من في النار على لسانهم : لو كنا نسمع..
2- المغالاة في المدح الذاتي (excessive self-praise) في غياب تقييم موضوعي محايد مرتكز على معايير محددة سابقا وقابلة للقياس..
وإن كان المدح ضمنيا.. وإن كان يغلفه تواضع حقيقي.. وإن كان فيه جانب حقيقي..
3- تجنب استماع ما يعكر صفو الوضع الراهن statu quo وإن كان في النصح من الحق والتحذير ما يجب سماعه.. وما قد يحرك الماء الراكد أو يزيد في سرعة جريان الماء البطيء الجريان..
4- تجنب الصراع والاختلاف : وهي ثقافة قد تكون ناتجة عن الحكم الديكتاتوري القروني أو/والتحكم الأبوي الناتج عنه اللذان لا يتركان كبير مجال للرأي المخالف..
5- الخوف التاريخي الزائد من “الفتنة” التي لن تقع في بيئة تعتمد الٱليات المشار إليها أعلاه وغيرها من نواظم القرار الشوري..
للإشارة ففي الدول المتخلفة غالبا ما تسند وظيفة التدقيق Auditing في المؤسسات العمومية. وحتى الخاصة أحيانا.. لأطر غير كفأة أو غير مرغوب فيها.. كإجراء عقابي !!
في حين تسند هذه المهنة في الغرب لأحسن العناصر تهييئا لها لشغل مراكز القيادة بعد بضع سنوات فقط. لما تكسبه المهنة من معرفة شاملة بالمؤسسة
وتسألني لم لا تتقدم دولنا ؟
لا علم لكثير من الحاكمين والمسؤولين أن في التدقيق الداخلي خيرا كبير في إرساء حكامة جيدة.. مضافا -بدقة معلوماته- إلى استشارة الحكماء العامة..
نتحدث عن التدقيق الحقيقي ذي النظرة الشاملة من أعلى الذي تنتج عنه قيمة مضافة مُطبِّبة.. لا المدرسة العتيقة التي تقرن التدقيق بالتفتيش والوقوف عند الجزئيات والمراقبة بهدف إخراج الأخطاء والمخالفات.. عوض التركيز على تقييم “المراقبة الداخلية” (انظر حلقة internal control)
فالمدقق طبيب.. وليس شرطيا…
