أجمل وأقوى حدث في حياتي -على الإطلاق- هو لقائي بمرشدي سيدي عبد السلام ياسين الإمام المجدد، جزاه الله خيرا عن أمة سيدنا محمد ﷺ ورحمه ورحمنا معه..
ولي لله صالح.. عالم مجدد موسوعي.. لم يترك مسألة دعوة غير المسلمين جانبا وفيهم أهل الكتاب -بعد أن تحرفت كتبهم-.. بعدما كان الإسلام دينهم..
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا.. }. -المائدة ٤٤-
قال عكرمة البربري المدني مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهم : “يحكم بها النبيون الذين أسلموا :النبي صلى الله عليه وسلم ومَنْ قبله من الأنبياء..”..
كيف يترك الإمام المجدد دعوة أهل الكتاب.. والدعوة مهنته.. والدعوة حياته.. والدعوة سعادته.. والدعوة عماد ومصب المنهاج النبوي..؟
كيف وأهل الكتاب ملياران.. أكثر من ربع سكان الكوكب..؟
ينتظرون منا أن نريهم الذي اختلفوا فيه..
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (النحل – 64)
صيغة القصر تبين أهمية وظيفة بيان اختلاف الأمم السابقة على انبيائهم مع وظائف الهداية والرحمة للمؤمنين.
أول ما أثارني ترجمة الإمام -رحمه الله تعالى- لحديث الخلافة إلى الفرنسية في كتابه “الله أكبر: الثورة من منظور الإسلام” (La Révolution à l’heure de l’Islam)..
فكما في الصورة المرفقة فقد استعمل الإمام كلمة “منهاج الأنبياء” (La Méthode des Prophètes) ليترجم الكلمة التي قالها رسول الله ﷺ : “منهاج النبوة”..
تعطي هذه الترجمة الذكية.. العالمية.. الإنسانية.. الجامعة.. الشاملة للدين كله بكل شرائعه (inclusive).. بعدا واسعا للمنهاج النبوي..
إنه منهاج ساداتنا آدم وادريس ونوح وابراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وداود وسليمان وعيسى ومنهاج سيدنا محمد ﷺ ..
لا نفرق بين أحد من رسله ونحن له مسلمون..
حتى لا نحصر “المنهاج النبوي” في الرسالة الأخيرة للإسلام..
وعند قراءتنا للقرآن الكريم، نجد أن كلمة “منهاج”.. أتت بعد ذكر هذا الركب النوراني من الأنبياء..
{وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)} -المائدة-.. صدق الله العظيم.
