The Myth of “The 3 Monotheistic Religions” !
بسم الله الرحمن الرحيم..
﴿ إن الدين عند الله الاسلام ﴾ ..
لا يستطيع الحاضرون إلى “حوارات الأديان” أن يدلوا بهذه الشهادة من عند الله -بحكمة طبعا وبتدرج-.. أن دين الله واحد.. ربما مخافة أن لا يتم استدعاؤهم مرة أخرى..
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 140]
كتبت الآية فقلت في نفسي ربما كان هذا غلوا مني أو استشهادا بآية في غير سياقها..
وسبحان الله.. قرأت تفسيرها عند نقلها.. فوجدت أن سياقه نفس سياق المقالة.. أنقل قول المفسرين :
[ قال الإمام السيوطي رحمه الله: “وأخرج عبدُ بنُ حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾ قال: في قول يهود لإِبراهيم وإسماعيل ومَن ذُكر معهما أنهم كانوا يهودًا أو نصارى، فيقول الله لهم: لا تكتموا مني شهادة إن كانت عندكم، وقد علم الله أنهم كاذبون.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً… ﴾ الآيةَ، قال: أولئك أهل الكتاب كتموا الإِسلام وهم يعلمون أنه دين الله، واتخذوا اليهودية والنصرانية، وكتموا محمدًا وهم يعلمون أنه رسول الله.
وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾، قال: كان عند القوم من الله شهادةٌ أن أنبياءه بُرآء من اليهودية والنصرانية”].
بل إن من علماء المسلمين من يردد عبارة “الأديان التوحيدية الثلاث”.. دون أن يعرف من هو أول من ذكرها.. ومتى..
وهي عبارة خطيرة -في نظري- تجعل من الإسلام والمسلمين فرقة أو طائفة فقط (secte).. وتنسي تدريجيا أن الإسلام دين أبينا آدم.. ودين ساداتنا ادريس ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ودين سيدنا محمد عليه وعليهم من الله الصلاة والسلام..
كلمة تقطع {ما أمر الله به أن يوصل}..
{ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ..}
[ قال القرطبي : “.. وقيل : أمر أن يوصل التصديق بجميع أنبيائه ، فقطعوه بتصديق بعضهم وتكذيب بعضهم”]..
والعجيب أن التوراة والاناجيل لا تحتوي على عبارات “أديان”.. “سماوية” كانت أو “توحيدية” أو “إبراهيمية”.. أو “ثلاث”…
بل سنرى أنها لا تحتوي على كلمات “يهودية” ولا “نصرانية”..
بل إن كلمة “يهودية” مثلا.. لا وجود لها في العبرية القديمة..
والأعجب أن عبارة (monotheistic religions) حديثة جدا إذا ما قيست بزمن النبوة والكتب..
فالعبارة هي من اختراع فيلسوف انجليزي.. لا رجل دين.. تم اختراعها 1660 سنة بعد الميلاد المفترض لسيدنا المسيح.. من طرف الفيلسوف الانجليزي “هنري مور” (Henry More) ..!!
ظهرت العبارة -وليدة القرن 17 السابع عشر- لأول مرة في كتاب له عنونه
“the mystery of
godliness” (شرح سر التقوى)..
والأدهى أن الكثير منا يرددها.. وكأنها وحي..
وكأن هناك فعلا “ديانات ثلاث”..
وإنما استعمل القرآن هذه الكلمات (يهود ونصارى وصابئون..) ليعني أقواما تسموا بهذه الأسماء.. لا لينعت “ديانات”.. ولا حتى ليسمي بها شرائع أنبياءه..
فالدين.. كلمة لا جمع لها في القرآن.. وإن جمعت في أثر فإنما تعني.. طريقة.. لا وحيا.. ولا اسم رسالة..
لأن الدين عند الله -أي الوحي والرسالة- واحد.. هو الإسلام..
في الكتب القديمة.. وعقليا ومنطقيا.. كما سنبين في حلقة قادمة..
وسنأتي إلى عبارة “الديانات الإبراهيمية الثلاث” في حلقة قادمة..
