صعب ألا يتأثر الانسان بالأخطاء القرونية.. والأصعب أن يقبل سماع تصحيحها.. لشيوع الخطإ.. ولتداوله بين الناس.. عامة ونخبا..
أو ربما هو الخوف من أن يغضب الأقوياء.. فيخرجوه من دائرة “حوار” أو “تقارب” أو “تعايش” يحرص على أن يستدعى إليها.. وهو لا مرحبا به فيها أصلا.. أو يتهمونه بالإقصاء.. إن لم يصموه بالإرهاب..
فبعد مقالة “اليهودية ليست في التوراة”.. والتي كان ملخصها بأنه ليس هناك دين سمي من السماء “يهودية”.. ووجهت ببعض الأسئلة والاعتراضات من طرف بعض الأساتذة الجامعيين -وغيرهم- مفادها أن كلمة “يهود” وردت في القرآن.. مع أن هذا لا يعني البتة أن “اليهودية” دين.. بل اليهود قوم.. فقط.. أبناء وحفدة بيولوجيون لأب يحمل هذا الاسم (يهوذا أو غيره)..
لكن السؤال الثاني الذي ووجهت به من طرف من فهم الطرح الأول هو محاولة توفيق بين الخطإ الشائع والواقع على الأرض (وجود يهود لهم معتقد معين بعيد عن شريعة سيدنا موسى عليه السلام سموه -هم- دينا) وبين عدم وجود “اليهودية” كدين في التوراة.. وعدم وجود كلمة “اليهودية” في العبرية القديمة.. أصلا…
“التفهم” الذي خيّب أملي.. بل صدمني حدّ اليأس.. فدفعني لكتابة هذه الحلقة هو : “نعم اليهودية ليست دينا ولكنها شريعة” !!!… لا حول ولا قوة إلا بالله..
“تفهم” يظهر نجاح اليهود عبر العصور في تثبيت فكرة خاطئة تجعل من قومية دينا..
“تفهم” يظهر ضعفنا واتباعنا لخطإ يردّده من غلبنا.. وعدم اتباعنا لمنطق صحيح مشروح في القرٱن الذي بين يدينا.. (انظر الحلقات السابقة)
إن الشريعة من الله.. والله لم ينزل شريعة باسم اليهودية.. أبدا.. فكيف نبرر ما لا أصل له..
إن هذا الاسم.. والمعتقد المحرف الذي تبعه.. لا علاقة له بالشرائع التي بعثها الله…
الدين عند الله الإسلام
والشرائع عند الله إسلامية..
ودين سيدنا موسى الإسلام..
وشريعة سيدنا موسى الإسلام..
ودين سيدنا عيسى الإسلام..
وشريعة سيدنا عيسى الإسلام..
ومن قال غير ذلك فليمدنا بقولة لسيدنا موسى يذكر فيها “اليهودية”.. ولو من التوراة المحرفة الحالية..
وليمدنا بقولة لسيدنا عيسى يذكر فيها “النصرانية”.. ولو من الأناجيل المحرفة الحالية..
فلنكن دقيقين في وصف دين الأنبياء وشرائعهم..
على ساداتنا محمد وموسى وعيسى الصلاة والسلام
فلا نثلث.. بقولنا “ثلاث ديانات”!!..
فهذا تثليث خطير.. وقطع لما أمر الله به أن يوصل..
ولا نطبّع.. بقبولنا لمثل هذه الكلمات المحدثة.. بل باستعمالها.. لوصف دين بريء منها…
ولا نردد دون تفكير ودون تدقيق ما يقوله الآخرون..
إن هي إلا أسماء سماها البشر.. ما أنزل الله بها من سلطان..
والسلام.
