بقلم : ريحان سليمان هاكيزيمانا (تسجيل صوتي)
“اتذكر أنني عندما أكملت جزء عم.. وبدأت في حفظ سورة المرسلات.. لم أجد مصحفا..لم تستطع أمي شراءه.. لم يكن لدينا مال.. طلبت بعدها من أحد أقاربنا -وكانت له تجارة في تانزانيا- أن يقتني لي مصحفا..
والحمد لله رب العالمين.. اجتزت بعد سنين السلك الابتدائي من “المدرسة” فكان علي الذهاب إلى العاصمة “بوجمبورا” لإكمال السلك الثاني..
كان علينا كراء منزل مع ثلة من رفاقي..
لم أستطع تدبير حصتي من الكراء.. فأمي لا مال لديها لتبعثه لي..
وفي يوم من الأيام، كنت عائدا من المسجد بعد صلاة المغرب، فوجدت رفاقي قد وضعوا لوازمي وثيابي خارج الشقة.. وأخبروني أنني لن أبيت معهم بعد ذلك.. فلا مكان لي لأني لا أشاركهم مصاريف الكراء..
توسلت إليهم ذاكرا ظروف أمي وفقرنا المدقع.. وأنهم على علم بوضعيتنا.. فهم من نفس المنطقة.. فرفضوا كلهم.. فطردت..
في الليل.. حوالي الساعة التاسعة أوالعاشرة.. ذهبت إلى صديق لي.. وطلبت منه المبيت ليلة واحدة.. وطلبت منه ثمن تذكرة رجوع إلى مدينتي “رومونكي” التي تبعد عن العاصمة باثني وسبعين كيلومترا..
هناك، اخبرت أمي.. كانت المسكينة تبذل ما في وسعها لأكمل دراستي.. لكن بقائي في العاصمة كان قد جاوز طاقتها..
اضطررت إذا للتوقف عن الدراسة في الثانوي..
ماذا أفعل ؟
كنت انتظر رجوع الطلبة من أبناء مدينتي الذين يدرسون بجامعات السعودية او السودان لآخذ عنهم الحديث والسيرة والتفسير والنحو.. ولأستزيد من العلم الشرعي..”
(يتبع)
