بسم الله الرحمن الرحيم
رأينا في الحلقات السابقة أن معنى الإيمان يشمل “أعمالا” محسوسة بالإضافة إلى التصديق وأعمال القلب الأخرى..
وبهذا التعريف الشامل لشعب الإيمان البضع والسبعين فهمت آية البركات المقرونة بإيمان أهل القرى بشكل مختلف..
قال جل من قائل : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) -الأعراف، 96-
كانت الآية توحي إلي بأن شرط البركة التصديق والعبادات الموقوتة والذكر.. فقط.. أي المعنى المبسط للإيمان.. ثم أزيد شرطا من آية أخرى -(وعملوا الصالحات) مثلا- كي يكتمل المعنى بإضافة العمل والأخذ بالأسباب.. وهذا لقصر فهمي لمعنى الإيمان..
لكن بعد أن من الله علي بمصاحبة من علمني أن الإيمان بضع وسبعون شعبة.. أرى الآية لا تحتاج لشرط زائد في آية أخرى حتى تفهم..
فالعمل خصلة من خصال الإيمان وشعبه.. منها التكسب والاحتراف ومنها البذل والاقتصاد وجهاد النموذج الناجح وجهاد الكلمة والحجة والجهاد السياسي وجهاد الفقر وجهاد التعليم..
بل إني تذكرت بعد أن انتهيت من كتابة هذه الحلقة شعبة من شعب الإيمان سماها الإمام المجدد رحمه الله : “البركة في أرزاقهم”.. وأدرجها في خصلة “العمل”..
ورشات عمل هو الإيمان إذا.. أعمال محسوسة هي شعب الإيمان.. إعداد نفسي وعقلي ويدوي لبناء أمة الإسلام..
شعب الإيمان مدارج للسالكين نحو مقامات الإحسان..
وللإحسان ثلاثة معان:
١. يقين: أن تعبد الله كأنك تراه
٢. بر : بالوالدين والناس والدول المسالمة مهما كان معتقدها
٣. إتقان للعمل…
نعم الإحسان إتقان للعمل.. كذلك..
