ذكر الموت شعبة من شعب الإيمان البضع والسبعين.. عمل يحفز على العمل.. والاستكثار من الخير تحسبا لانتهاء المدة المحددة للعمل على الأرض بشكل مفاجئ..
ومنه ذكر سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر عمره الحافل..
إن أكثر ما يبكيني في السيرة النبوية العطرة.. وقوفه صلى الله عليه وسلم على باب حجرته وهو ينظر مبتسما -وهو في مرضه الأخير- إلى صفوف الصحابة في الصلاة.. نظرة تلخص بحنوها وعزمها (وما لا أعلم من أحاسيس وأفكار) ما من أجله قام عبد الله يدعو.. وما من أجله مشى في الناس دعوة وفي الأسواق إعدادا وما من أجله هاجر وقاوم وبنى الدولة ودافع عنها لتدافع عن الدعوة..
هؤلاء هم من سيكملون النبوة بعده.. هؤلاء خلفاء الأرض.. الذين يعول عليهم تحقيق قدر الله بإذنه : (إني جاعل في الأرض خليفة)..
هؤلاء هم المعول عليهم ليسمعوا الملائكة الكرام جواب “إني أعلم ما لا تعلمون”..
هؤلاء عمله..
تتمة عمله.. إلى قيام الساعة..
صلى الله عليه وسلم..
هؤلاء.. نحن..
بإذن الله الغني عن العالمين…
