دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Font ResizerAa
Font ResizerAa
دين واحددين واحد
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Search
  • الرئيسية
  • السلاسل
  • الأقسام
  • مقالات
  • من نحن
Follow US
دين واحد > مقالات > ‎الموسم 2 الحلقة 12 : العائق الخفيُّ‎
مقالات

‎الموسم 2 الحلقة 12 : العائق الخفيُّ‎

هشام شرنوبي
آخر تحديث يونيو 29, 2025 12:21 م
هشام شرنوبي
16 Views
10 دقيقة للقراءة
شارك
10 دقيقة للقراءة
شارك
سلسلة فقه الريادة الموسم 2 (13 من 34)

تنكشف للغرب والمغرَّبين بعض ذرات خبايا النفس وأثرها على حياة الفرد والجماعة في كل المجالات بدون ٱستثناء. يرى بعضَ زوايا الحرباءِ المُلتوية المُتلوِّنة بعين عمشاء مكَّنه العقل من تشخيص أثرها بين الفينة والأخرى عبر دراسات جادة فرضتها الصدمة أمام ما ٱقترفته أيدي “أرقى” بني البشر.

رأينا في الحلقة السابعة بعنوان “الميزان المختل أو أزمة نموذج” كيف أن معاييرنا لتصنيف الإنجازات وأصحابها كثيرا ما تتسم بالخلل وتُبنى على معطيات غير كافية للإحاطة بعطائها للإنسانية وما تكون قد ارتكبته من جرائم سعيا وراء أرباح طائلة، وعززنا ذلك بأمثلة لشركات عالمية وشخصيات مؤثرة في عالم الأعمال والصفقات.

ننتقل في هذه الحلقة للوقوف عند ما يجعل الإنسان في تلك الشركات أو عند مزاولته مهامه يزيغ عن قواعد ومبادئ قد يكون من أشد المدافعين عنها إلا أن أمرا ما أقوى من إرادته يحول بينه وبين الإستقامة. نمهد لذلك بدراسة قيمة لأسباب دفينة أدَّت لفضائح مالية هزَّت العالم سنة 2008 وأشارت لعنصر خفي يفوق طاقة الإنسان ليجرف به وراء غرائزه. ثم نعود في حلقة مقبلة إن شاء الله لنتكلم عن هذه الظاهرة وما لدينا ما نفصح عنه كعلاج، لا قِبل للإنسانية به إلا بين أيدي أطباء من نوع خاص.

في عددها لشهر نونبر 2002 وفي سياق سعيها كشف الأسباب الكامنة وراء سقوط أضخم المؤسسات العالمية “الرائدة” في مجالها وفشل أدوات المراقبة في الإحاطة بما جرى وكيف، أُجريت تجارب دقيقة فضحت الوحشَ المتستِّر داخل كل فرد يفتك بصاحبه ويدمِّر مَن حوْله دون أدنى قدرة على المقاومة.

نعرض ما توصل إليه الخبراء من نتائج قيمة لمن وطأت قدماه لأول وهلة عالم النفس، لكن وصف دقائقها وأهم من ذلك سبل علاجها لا يَخبِرُها إلا الرسل عليهم السلام ومن سار على دربهم. ولسنا نذكر هذا لمجرد التباهي أو التميز عن البشر لكن هذا يفتل في لُبِّ مشروع التغيير الذين ننشده وكان دائما يدَ المولى الممدودة لعباده.

نعرض النتائج دون الخوض في تفاصيل الدراسات تاركين للقارئ خيار العودة للمقال للمزيد من الإطلاع.

1. لا ينحصر المشكل في عمليات سرقة أو غش مدبرة من طرف محتالين، لكن الأمر يتعدى هذه الحالات إلى مجال واسع يقع ضحيته أشرفُ المحاسبين والمدققين حيث يلجؤون عن غير وعي أو قصد إلى ترويض الأرقام وتطويعها لطمس الوضعية المالية الحقيقية للزبون.

2. علاقة الزبون بالمدقق تغشاها مصالح أقوى من أن تقاوم بالمصادقة على عقود واتفاقيات أو أخلاق المهنة المتعارف عليها دوليا.

3. لا تعتبر حالات الجريمة المدبرة قاعدة لتفسير أسباب الفضائح التي زعزعت أسواق المال، لكن الأمر يتعلق بانحياز عن غير وعي لمصالح شخصية ورغبات ينحاز إليها الضحية أثناء أداء مهامه بحكم نشأة العلاقة وتطورها عبر الزمن.

4. عكس الجريمة المدبرة عن وعي وقصد، لا يمكن ردع الإنحياز عن غير وعي أو منعه تحت تهديد عقوبة السجن، واقتلاعه من جذوره أو تخفيف حدَّته يستلزم تغييرات عميقة.

5. يستوجب ذلك أبعد وأعمق من مجرد المصادقة على قوانين ك (ساربانز – أوكسلي آكت / Sarbanes Oxley Act قانون لإصلاح النظام المالي بعد كوراث 2008 المالية). يستدعي الأمر ممارسات وقواعد تعترف وتأخد بعين الإعتبار وجود الإنحياز. آنذاك فقط يمكننا الإطمئنان على مصداقية التقارير المالية الموجهة للمستثمرين والمصادق عليها من طرف أكفأ المدققين. فالكفاءة المهنية تجثو على الركب أمام قوة الرغبات والغرائز.

6. الأبحاث والتجارب أوضحت مدى تأثير ما يرغب فيه الشخص على تعاطيه مع المعلومة وتحليلها وإن كان وعيه بضرورة الحياد قويا راسخا. فالكثير منا يميل بسرعة إلى تصديق ٱستنتاجات بعينها دون أخرى، فنظن أننا نفوق المعدل في السياقة أو أن أبنائنا يتميزون في ذكائهم عن باقي الأطفال المتوسطين رغم توفر أدلة تثبت عكس ذلك.

نسعى بدون شعور لانتقاص قيمة الحقائق المنافية للنتائج التي نتوخى ونتبنى دون أدنى تمحيص لما يوافق توجهنا.

7.تختلف الحصيلة من شخص لآخر وإن كانت المعطيات التي زُوِّدوا بها هي نفسها : حصيلة تدعم موقف صاحبه ومصالحه الذاتية.

8. صُوِّبت مجهودات الباحثين نحو تقليص مفعول الإنحياز للذات إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل وتفاجأ الفريق الباحث بحكم كل مشارك على غيره بالوقوع ضحية الداء ونفيه كُلِّيا أي احتمال أن يكون، هو نفسه، وقع فريسة.

9. يتبادر إلى الذهن أن للمدققين المهنيين مناعة ضد الإنحياز فمادة عملهم قبل كل شيء أرقام واضحة وتحكمهم قواعد صارمة. ثلاث صفات بنيوية تجعل ميدان المحاسبة والتدقيق خصبا لتضارب الأحكام :

– الإلتباس

ينمو الإنحياز أينما تجلَّت إمكانية تأويل المعلومة بأشكال متعددة. صرح مسؤول سابق بآرتور أندرسن (Arthur Andersen)، أكبر شركات التدقيق في العالم و التي أغلقت أبوابها بعد 9 عقود من الزمن في ريادة سوق المهنة إثر ٱكتشاف المستثمرين ذات صبيحة مصادقتها على تقارير مالية لشركة إنرون (ENRON) دون وجه حق أو إستحقاق (شركة أمريكية تعمل في مجال الطاقة وصل سعر سهمها الواحد في البورصة 90,75 دولار سنة 2000 وهوى السعر ذاته إلى ما يقل عن دولار واحد أواخر سنة 2001 حيث اكتشف المستثمرون أن أرباحهم لم تكن سوى حبرا على ورق)، يقول جوزف بيراردينو : يظن العديد من الناس أن المحاسبة علم حيث الرقم الذي يشكل الربح لكل سهم هو الرقم ذاته الدقيق الذي لا يمكن أن يتعداه أو ينقص عليه درهما واحدا. أنا خريج مدرسة تعتبر المحاسبة فنّاً أكثر من كونها شيئا آخر.

– الإرتباط

للمدققين ركائز تجارية قوية لتبنِّي موقف زبونهم ودوافع متجذرة للمصادقة على حساباتهم المالية. في ظل النظام الحالي تتحكم الشركات في العقود المبرمة مع مدققيها. فللشركة صلاحية التعاقد مع المدقق ولها كذلك صلاحية إنهاء مهمته، ويعلم مهنيو الميدان أن المؤسسات تنهي عقود مدققي حساباتها بمجرد إصدار تقرير سلبي. و إن كانت مؤسسة التدقيق لها ما يكفي من الموارد المالية لٱستيعاب خسارة زبونها المحتملة في حالة سقوطه فمشوار المدقق الشخصي ومستقبله المهني يرتبط بمدى نجاح المهمة مع الزبون. إلى ذلك ينضاف توظيف عقد التدقيق كوسيلة ربط علاقات واقتراح خدمات استشارية أكثر مردودية وربحا. لذلك فكل ذرات جسم الشركة المدققة مهيأة من أعلى هرمها إلى أسفله لإصدار تقارير ترضي ولاتزعج.

– المصادقة

التدقيق عملية مصادقة أو رفض لحسابات شركة ما، فهي بالتالي تقييم لأحكام وعمل قام به أحد أعضائها. ثبت بالبحث والتجربة أن الإنحياز يجري بعمق وسهولة داخل عمل يتلخص في تبني ما أُنجز من قبل ولم يشارك في نسجه منذ البداية المكلَّفُ بعملية المصادقة. فكلٌّ مِنَّا يتقبَّل ولن يعارض من يعلن استحقاقنا أجرا أكبر مما تؤيِّده الأدلة والحقائق. سهولة تبني إعلان أو مقترح كهذا تفوق بكثير موقفا يُطلَب فيه منك أن تحكم أنت بنفسك مباشرة إن كنت تستحق أجرة في مستوى يفوق الحد المستحق.

ثلاثة عناصر من طبيعة النفس البشرية تؤجج الإنحياز عن غير وعي :

– الألفة

يجرؤ الناس على إيذاء من لا يعرفون ويترددون إزاء من تربطهم بهم علاقة معينة، ويستفحل الأمر حين تطبع تلك الصلة منفعة مادية يؤدِّيها أحد الطرفين للآخر.

يقف المدقق عند تشخيص خلل أثناء مهمته حائرا بين خيارين. الأول يتجلى في الإحراج والتضييق على زبونه والمخاطرة بمنصبه ومستقبله بينما الثاني يقتصر على إلحاق ضرر بمستثمرين مجهولي الهوية لا تربطه بهم أي علاقة مباشرة (استثمروا أموالهم في سهم الشركة عن طريق البورصات والأبناك) بإخفاقه في دق ناقوس الخطر أو بالأحرى تجاهله الوضع واللجوء للخيار الأسلم بدل زرع بذور عواصف لن تنتهي.

– التصعاعدية

يقود الإنحيازُ المحققَ إلى أن يأْلَف غضَّ الطرف عن مَواطن خللٍ لا ترقى لوصفها بالخطيرة أو مهدِّدة للتوازن المالي. طمس الحقائق يترتب عنه شيئا فشيئا أوضاع تصعب بعدَها الرجوع إلى نقطة الإنطلاق حين كانت الأرقام موضوع الخلاف المحتمل في حيز معقول وتجعل تراكمات السنة بعد الأخرى حجمَ الخطر مُهولا يعصف بحياة المؤسسة ومدققي حساباتها في أول مؤشِّر يصل لجنةَ حماية المستثمرين. و بهذا قد يتطور الإنحياز عن غير وعي من تجاهل لقضايا قد تبدو بسيطة إلى تواطئ بعد أن تراكمت الإختلالات وصارت جبالا يصعب إخفاؤها.

– النسبية

ردة فعل البشر تكون أسرع إزاء ما يجري أمامهم أو ما كان أجله قريبا، بينما يؤجل تفاعُلَه حين تكون العواقب بعيدةَ الآجال. نرجي موعد زيارة طبيب الأسنان تجنبا للكلفة والألم ولنفعها الخفي البعيد الأجل. كذلك يتم ٱجتناب تقرير غير مرض لأضراره المباشرة على العلاقة التجارية والشخصية والخسائر المترتبة عن فسخ العقد وفقدان منصب الشغل المحتمل.

مدارس وجامعات كبرى أضافت لبرامجها السنوية مواد خاصة بأخلاقيات الأعمال وٱجتهدوا في التركيز على وعي مدقق المستقبل كي يكون على علم بما قد يخطو نحوه عن غير قصد. كل هذه الجهود لم تستطع ٱقتلاع رغبات ومخاوف دفينة تحول بين المرء وخياره السليم : أن يكون نزيها.

لم يترك الخالق عباده منذ بداية خلقهم دون توجيههم وتحذيرهم وشق طريق الفلاح لهم عبر رسل عليهم السلام، ومن يخلفونهم إلى يومنا هذا، يصفون داء النفس (من بين ما يصف من أبعاد الإنسان -انظر الحلقة 9- حيث تم تمييز الروح عن النفس لأهمية كل منهما على حدة) ومخاطرها، وأهم من ذلك، يسلكون به مسلك النجاة من الأفعى القاتلة. يلي هذا المقال حلقة عن النفس وتعريفها ثم حلقات عن منهاج النبوة للتغيير.

المقالة السابقة ‎الموسم 2 الحلقة 12: 0.5% = عدد الرواد‎ المقالة التالية ‎الموسم 2 الحلقة 13: القائد التابع‎

اشترك في النشرة اليومية

ابقَ على اطلاع! تصلك آخر الأخبار العاجلة مباشرة إلى بريدك الإلكتروني.

من خلال التسجيل، فإنك توافق على شروط الاستخدام وتقر بممارسات البيانات في سياسة الخصوصية الخاصة بنا. يمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.
شارك هذا المقال
Facebook Copy Link Print
بقلمهشام شرنوبي
ماجستير في تخصصات الإدارة والمالية، يتمتع بخبرة مهنية في مجال الاستشارة وإدارة المشاريع. يشغل حالياً منصب مستشار مستقل في مجالات التخطيط المالي والتطوير المؤسسي. شارك في عدة مبادرات تهدف إلى تحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الكفاءة التشغيلية في قطاعات مختلفة. من مواليد جهة الدار البيضاء – سطات.

في هذه السلسلة

  • 1 ‎الموسم 2 الحلقة 1: زيال الببغائية وتكلف الأسلمة‎
  • 2 ‎الموسم 2 الحلقة 2: التربية بداية الطريق‎
  • 3 ‎الموسم 2 الحلقة 3: القيادة بالرحمة والحكمة‎
  • 4 ‎الموسم 2 الحلقة 4: خلق الإنسان للريادة‎
  • 5 ‎الموسم 2 الحلقة 5: إحصائيات حول القيادة المثلى‎
  • 6 ‎الموسم 2 الحلقة 6: التحقق من الإحصائيات حول القيادة‎
  • 7 ‎الموسم 2 الحلقة 7: الميزان المختل أو أزمة نموذج‎
  • 8 ‎الموسم 2 الحلقة 8: الرائد لا يكذب أهله‎
  • 9 ‎الموسم 2 الحلقة 9: أبعاد الانسان المنسية‎
  • 10 ‎الموسم 2 الحلقة 10: الكذب الحقّ‎
  • 11 ‎الموسم 2 الحلقة 11: الأهداف المنجمعة‎
  • 12 ‎الموسم 2 الحلقة 12: 0.5% = عدد الرواد‎
  • 13 ‎الموسم 2 الحلقة 12 : العائق الخفيُّ‎
  • 14 ‎الموسم 2 الحلقة 13: القائد التابع‎
  • 15 ‎الموسم 2 الحلقة 14 - الجزء 1: أهل التخصص في التسيير والريادة‎
  • 16 ‎الموسم 2 الحلقة 14 - الجزء 2: أهل التخصص في التسيير والريادة‎
  • 17 ‎الموسم 2 الحلقة 15: التسيير والريادة: قصة حب‎
  • 18 ‎الموسم 2 الحلقة 15: التواصل (الجزء ١)‎
  • 19 ‎الموسم 2 الحلقة 16: التواصل (الجزء 2)‎
  • 20 ‎الموسم 2 الحلقة 17: التواصل (الجزء 3)‎
  • 21 ‎الموسم 2 الحلقة 18: التواصل (الجزء 4)‎
  • 22 ‎الموسم 2 الحلقة 19: التواصل (الجزء 5)‎
  • 23 ‎الموسم 2 الحلقة 20: عوارض التنزيل‎
  • 24 فقه الريادة (الموسم 2 - الحلقة 21) :
  • 25 ‎الموسم 2 الحلقة 22: النخبة الأخرى‎
  • 26 ‎الموسم 2 الحلقة 23: أحطت بما لم تحط به‎
  • 27 ‎الموسم 2 الحلقة 24: الموت منارتك الإستراتيجية‎
  • 28 ‎الموسم 2 الحلقة 25: حق الخطأ.. بل أجر الخطأ‎
  • 29 ‎الموسم 2 الحلقة 26: مصدر الهِمّة وتجدِيدها‎
  • 30 ‎الموسم 2 الحلقة 27: المراقبة الداخلية أساس التسيير‎
  • 31 ‎الموسم 2 الحلقة 28: القيادة حب لا خوف وطمع‎
  • 32 ‎الموسم 2 الحلقة 29: القيادة والإدارة‎
  • 33 ‎الموسم 2 الحلقة 30: مفهوم السعادة عند الرواد‎
  • 34 ‎الحلقة 33 : التدرج والأهداف المثبطة‎
Welcome Back!

Sign in to your account

Username or Email Address
Password

Lost your password?