هدف هذه المقالة التفريق بين “القيادة” وبين المهمة أو المنصب أو “المسؤولية القيادية”.
فبعض الكلمات الشائعة الاستعمال في الإعلام وبين الناس قد توحي بمعان غير دقيقة.. ومنها كلمة “قيادي”.. أو “قيادات”.. لتسمي الأشخاص في الصفوف الأولى في السلّم التنظيمي لحزب أو جماعة..
ولا علاقة “أوتوماتيكية” أو بديهية بين هذه الترتيبات في السلم الوظيفي والمسؤوليات مع معنى القيادة أو الريادة “leadership”..
وإن كان الأمثل اجتماعهما…
فالريادة حالة نفسية (mindset – -state of mind- état d’esprit).. “حال”.. قد يرقى عند البعض إلى “مقام”..
وقد انتبه المنظرون في الغرب إلى هذه المسألة فتراهم في كتبهم يفرقون بين عقلية “المدير” وعقلية “القائد”.. مهما كانت مسؤولية من تغلب عليه خصائص إحدى العقليتين.. موظفا أو عاملا أو أبا أو أما أو رئيسا أو مرؤوسا أو رئيس دولة أو ملكا أو سفيرا أو ناشطا سياسيا أو خادما..
وكمثال من التاريخ، فقد كان سلمان وبلال رضي الله عنهما وغيرهما.. من “عبيد” ذلك الزمن.. قادة.. برغم “منصبهم”..
والعكس ممكن.. بل غالب.. لكثرة المسؤولين “المديرين” وندرة القادة..
فالانسان خلق ليقود وهذا ما يميزه عن كثير من الكائنات.. وعن كل الكائنات المعروفة… (أرجع إلى حلقة فقه الريادة : created to lead )
وهدف القائد الحق قيادة قادة.. لا قيادة أعضاء تابعين..
وقد قاد الرسول صلى الله عليه وسلٌم قادة العالم..
صحابة له.. لا “تابعين”..
الانسان خليفة الله.. ممثل للخالق.. قائد مهمته إصلاح الأرض.. (لا أن ينضاف إلى “من يفسد فيها”) من موقعه.. وأحسن الإصلاح أن يدعو إلى الله من لم يصله وحي الله.. ليحقق مراد الله {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون}.. وليستحق تسميته بالخليفة النائب..
فليس كل “قيادي” منتخب أو مُوَلّىً.. قائدا.. إلا أن يعمل -ليلا ونهارا- على استكمال مجموع الخصال المؤهلة إلى القيادة.. الريادة.. الإمامة.. الخلافة..
وهو ما سنتطرق إليه في الخصال العشر للقائد..
إن شاء الله
