“ادعاء حب الله دون إعطاء براهين الصدق العمليَّة كذب وأمانٍ وأحلام. لستَ هناك حتى يَنقلعَ من قلبك حبُّ ما سوى الله من دنيا مُوثَرة وهوى مُتبع وأنانية طاغية! لستَ هناك حتى يرى اللهُ ورسولُه والمؤمنون عملَك عند الأمر والنهي! قال الغزالي: “لا ينبغي أن يَغْتَرّ الإنسان بتلبيس الشيطان وخِدَعِ النفس مهما ادعت محبة الله تعالى ما لم يمتحنها بالعلامات، وما لم يُطالبها بالبراهين والأدلة. والمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت، وفرعها في السماء، وثمارُها تظهر في القلب واللسان والجوارح”.
وذكر رحمه الله 7 سبعة أدلة على ثبوت محبة الله في قلب العبد، منها:
1- “حب لقاء الحبيب بطريق الكشف والمشاهدة”،
2- و”أن يكون مُؤْثرا ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه”،
3- و”أن يكون مستهترا بذكر الله”.
4- و”أن يكون أنسُه بالخلوة ومناجاته لله تعالى وتلاوة كتابه”،
5- و”أن لا يتأسف على ما يفوته مما سوى الله عز وجل”،
6- و”أن يتنعم بالطاعة، ولا يستثقلها”،
7- و”أن يكون مُشْفِقاً على جميع عباد الله، رحيما بهم، شديدا على جميع أعداء الله” (الإحياء ج 4 ص 282).
___________
١. كتاب الإحسان -الجزء الأول-الصفحات 173-174
