مهم جدا أن نعلم أن التدبير يشمل المؤسسات غير الربحية..
لذا نرى نماذج حسن تدبير الجمعيات غير الحكومية وحتى الدينية في الغرب بما فيها الكنائس مثلا.. ومؤلفات مهمة في الموضوع..
و”الإنسان عدو ما يجهل”.. لذا ترى من يُنقِّص من علوم الإدارة ويحصرها في المقاولات التجارية..
إن لم يعِ المسلمون هذا جيدا فسيكون تدبيرهم تقليديا (archaic) وغير مُجدٍ..
وإن تدريب قادة المؤسسات على التدبير -مع أساس التربية بالطبع- هو ما يجعل مؤسساتهم حية، حيوية، منجزة..
وإلا صارت هياكل ومناصب.. فقط..
وكتاب “المنهاج النبوي” في رأينا أحسن كتب التسيير لما عند صاحبه رحمه الله من معرفة عميقة بالنفس البشرية.. ولا يعني هذا أن لا نستأنس بالتجارب الإنسانية لعلها تكون جسرا للاستنباط المباشر من المنهاج.. دون التفات..
قال صاحب المنهاج رحمه الله : “ومن علوم الكفاية اللغات الأجنبية، والعلوم التجريبية التقنية، وعلوم التنظيم والإدارة، وعلوم السياسة والاجتماع. ونجرد كل هذه العلوم مما علق بها من مباشرة الجاهليين لها.” (1)
تعميم التدريب على “علوم التنظيم والإدارة” يقلص الفجوة بين التنظيم الذي نرنو إليه وبين كفاءة المنظِّمين..
_____________________
(1) الإمام المجدد عبد السلام ياسين – “المنهاج النبوي : تربية وتنظيما وزحفا” ص 219
