رأينا في حلقة كتاب جيم كلنس أن التواضع أهم سمات القائدا الممتاز.. من الدرجة الخامسة حسب ترتيبه.. “Type 5 Leader”
ونصيحتنا في هذه الحلقة لكل صاحب شركة أو تجارة أو مهنة حرة .. أن يكون هيٌنا ليٌنا متواضعا جدا.. وبصدق..
لأنه إن أحس للحظة أنه يتواضع.. فقد رٱه في علوٌ ينزل منه.. فذاك هو التكبر..
قال الإمام أحمد بن عطاء الله السكندري ” من أثبت لنفسه تواضعا فهو المتكبر حقا، إذ ليس التواضع إلا عن رفعة، فمتى أثبتت لنفسك تواضعا فأنت المتكبر، إذ ليس المتواضع الذي إذا تواضع رأى أنه فوق ما صنع ولكن المتواضع هو الذي إذا تواضع رأى أنه دون ما صنع. “..
والمال يُطغي.. كما جاء في سورة العلق إن انطبقت على المال..
{كلَّآ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَيَطْغَىٰٓ، أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}. [العلق:6-7]
خصوصا إن رأى صاحبه -الذي خلق من علق لا يخطط- أن له يدا فيه {..أن رٱه استغى}.. ونسي أن الرزق فعل الله الرزاق وحده.. لغرض ما..
وتجربتنا ترينا أثر جريان المال لفترة محددة بين يدي بعض الناس.. فمنهم من يرى نفسه أحسن من أقرانه.. ومنهم من يقيس حسن تدبير مخاطبه برصيده البنكي.. ولا علاقة بينهما (والعبرة في حسن تدبير الصحابة كرم الله وجههم).. وغياب هذه العلاقة يظهر بوضوح أكبر خصوصا في دول اقتصادها غير مخلّق.. يختلط المال فيه بالسلطة والسياسة والارتشاء ومحرمات أخرى..
قال حكيم الصين كنفوشيوس : “الغنى في بلد سيء الحكامة شيء يُخجل منه”
“When a country is badly governed, wealth is something to be ashamed of”
مع وجود استثناءات جد قليلة..
ومن المغتنين الجدد من يهجر أصحابه أو يستبدل بهم غيرهم بمعيار مظهر الغنى لا سمت التقى.. ومنهم من يستغني عن مجالس الذكر.. والأوراد.. وانظر من حولك ترهم.. بل.. لن تراهم.. والعياذ بالله..
هذه ليست موعظة.. إنما تذكير بسمة القيادة الأولى في التدبير.: التواضع… Humility
فلا تدبير حسنا مستداما بتكبر..
وليس المال ما يطغي فقط.. فالانسان قد يستغني بما يرى في نفسه من تميز في العقل والشهادات وغيرها.. لكننا اقتصرنا هنا على هبة المال..
واالله يرزق من حيث لا أحد يحتسب.. ويقدر رزق المرء في وقت لا أحد ينتظره..
فلا تكن الخسارة مزدوجة..
