أخبرني رئيس أحد فروع جمعية أتقاسم معهم بعض الإهتمامات والأنشطة أن عملهم الميداني يخضع لإحدى القواعد المهمة والتي تتجلى في تقسيم جغرافي يحد من ٱختلاط الموارد والأهداف ويحرص على وضع خط فاصل بين أنشطة منطقة وأخرى.
كانت الإشارة لهذا بنوع من الفخر والصرامة الواجب الإمتثال لها.
قد يكون صحيحا ضرورة الفصل الجغرافي. لكن ماذا نفصل ؟ وماذا نحدد ؟ ولماذا ؟.
هيكلة الصوامع “Silos Organization” تقنية تلجأ إليها المؤسسات لترفع فعالية مجموعة من الفرق التي تشترك في ٱختصاص معين ولها أهداف وموارد مشتركة. يسهل عن طريق هذه التقنية التنظيمية تركيز جهود الناس المنتمية لنفس المجال وتوجيهها لتسير بشكل أسرع نحو ما تصبو إليه. فالشركة قد تكون لها منتوجات تفوق العدد الذي يسهل تدبيرها بشكل فعال ويمكن تقسيمها إلى مجموعات تتشابه في بعض مزاياها أو ماهية توظيفها عند الزبون وطريقة إنتاجها. فيتم تقسيم المؤسسة إلى أقسام مستقلة تركز كل منها على إنتاج تلك المجموعة المعينة دون الأخرى.
لكن هذه المؤسسات أبدعت حين وجدت تقنية ثانية، يمكن تطبيقها بعد دراسة الجدوى والنتائج الممكن جنيها، تنضاف إلى الأولى فتمنع تلك القطيعة التامة بين الصوامع والتي تؤذي من حيث لا يعلم المسيرون أو على الأقل قد تجعل المؤسسة تصرف أموال وموارد باهضة كل من جهته لأغراض قد تكون مشتركة.
تنظيم المصفوفة “Matrix Organization” يجعل هذه الأقسام “الصوامع” المنفصلة المستقلة تنتج وتبحث البحث العلمي بشكل مستقل لكنها تجتمع لكي تشترك في مهام كشراء مستلزمات الإنتاج أو النقل و التوزيع….
فالشكل العمودي المنفصل للصوامع تجمعه المصفوفة أفقيا ليتم عند مواطن أو مجالات تفادي الكلفة الباهضة والوقت المهدور وطاقات إبداعية هنا قد تجد حلا لما ٱستعصى زمانا هناك.
دراسة متأنية وتنزيل محكم لهذه التقنيات حسب الحاجة والأهداف المنشودة يخرج المؤسسة من تطبيق أعمى لصرامة قد تقتل الطاقات والجهود.
