يشير أوشو إلى حادثة تفجير تمثال بوذا ويفسر الحدث بكون الفاعلين المسلمين لا ذنب لهم فهم صادقون، المشكلة في المعتقد الذي يعتقدونه. فٱفهم وٱستنتج أيها المشاهد.
يسترسل أوشو وآخرون في دعوتهم للإعتناء بالذات والداخل والتخلص من كل ما هو خارجي بما في ذلك المعتقدات، فهي مشوشات وسبب كل حروبنا ومصائبنا. تعليق عن حادثة وحقيقة يراد بها باطل.
نترك الأرقام تتكلم عمن كان أكثر دموية في تاريخ الإنسانية وحاضرها لحلقة خاصة ونعود لنتيبن مدى حقيقة ضلوع الدين في مآسي الإنسانية أم أن الأمر تلبيس وتحريف للحقائق.
فحين يجتمع على الإنسانية في مسارها عبر التاريخ طمس لكل رسالة من ربها وتحريف بغرض كسر شوكة العدل الذي تسعى لتحقيقه للبشرية وكونه تهديدا لمصالح رموز الطغيان وٱحتكار الثروات. مهمة العدل اللصيقة بمهمة الإحسان لا تفترق عنها في مشوار الأنبياء كلهم. تلك مزعزعة عروش “الأكاسرة” وهذه ٱستمداد مباشر من الخالق المولى الكريم ومنبع قوة لا تقهر.
حينها يجف ميزاب الإحسان ويعزل عن الناس وتضيع آليات بناء الربانيين الذين لن يحكم بين العباد سواهم “شهداء على الناس”.
ينزوي الذاكرون في الجبال وتنبت في الأمة نبتة تختزل الدين في نصوص تحفظ وتخرج للناس بسلاح اللسان السليط وعتاد يهدم حجرا ويترك القلوب خرابا.
لدين الله رسالة واحدة منذ آدم عليه السلام. رسالة متكاملة تجيب عن كل أسئلة الوجود ومعها أسئلة الكيف. كل من يبحث خارج هذه الرسالة يكون أمام خيارين. الأول إلحاد صريح دون معنى والثاني دعوة للتخلص مما يطرق سريرة الإنسان كل يوم ليهنأ بهدوء اللحظة.
“كارب ديم” (Carpe diem) عبارة لجأ إليها الرومان في العهود السابقة وصارت شعارا لكل من ٱختار حسم رحلة البحث بنفسه ونهج طريقا سهلا ممتعا لكنه فارغ المعنى. تعني العبارة : “عش اللحظة” وهي مشتقة من جملة الشاعر هوراس carpe diem quam minimum credula” “postero : “ٱستمتع باللحظة ولا تثق قدر الإمكان بالتي تليها”. فلا يهم الغد ولا ما ينتظر الإنسان بعد الموت.
لا يحتاج “كوروهات” أمثال أوشو شرعا يأطر سلوكهم وسلوك مريدهم. بل إنهم ينادون للتحرر من كل القيود لكي تبلغ الروح قمة ٱنتشائها. فكان يلقب نفسه البلاي بوي الروحي “Spiritual Playboy” جوابا على من يلقبونه ب “معلم الجنس”. فيديو أوشو على اليوتوب ( الزواج والأبناء Osho : Marriage and children) دعوة مباشرة لتطليق كل المتزوجين ونبذ الزواج ومؤسسة العائلة لما فيها من قيود يخنق حرية الرجل والمرأة والأبناء. وفي منظوره “الحكيم” فعلى الأبناء المنحدرين من العلاقة بين الرجل والمرأة أن يتم الإعتماء بهم من طرف مؤسسات عمومية. وتغيب الحكمة كذلك حين يتهجم أوشو على الأديان مبطنا شرارة حقد وسخرية لا مثيل لهما. أما حيل جلب المال وإدمان ٱستهلاك المخدرات فتجربة أوشو تزكم الأنوف وتنفر كل ذي ذوق سليم حيث يستطرد أوشو في شريط ثان “لماذا أوشو “كورو” الأغنياء Why Is Osho the Rich Man’s Guru” : “في الواقع ، فقط الأغنياء والمتعلمون والأذكياء والمثقفون هم من يمكنهم فهم ما أقوله. لا يستطيع المتسولون القدوم إليّ ، ولا يستطيع الفقراء القدوم إليّ ؛ الفجوة كبيرة جدا. يمكنهم سماعي لكنهم لا يستطيعون فهمي. لذا فمن الطبيعي: أنا معلم الرجل الغني”.
للسلوك إمام وطريق من تركهما وٱتخذ غيرهما إماما وطريقا ضل سعيه في شعاب الظلمة والشبهات. وما “الحكمة ضالة المؤمن” مما ينطبق على ثوابت كهذه من ثوابت الدين. إنما هي حكمة لتدبير أمور الدنيا ووسائلها المشتركة بين البشرية جمعاء وإن كانت هي الأخرى تمر من مصفاة مقاصد الدين.
لزم الوقوف على هذه الشبهات لما عشته أيام طفولتي بين مريدي “اليوكا” ظنا مني أنها مجرد هواية تبلغ بها عبر الحركات والتنفس العميق جودة عيش لا مثيل لها. فهاجرت بعدها بسنين طويلة لبلاد العم سام وصاحبت أناسا من شتى الحضارات إلى أن عادت بي إرادته سبحانه وتعالى دون سابق إنذار لبلدي كي ألتقي مصحوبا جمع لي ما تشتت بعقلي وقلبي وٱتضحت الوجهة فصارت جلية حدود الإقتباس من الأقوام والملل الأخرى.
الصورة : غلاف كتاب “العائلة : سبب الإضطرابات النفسية”.