من يبتغي الكمال الانساني عبر طرق أخرى غير تلك التي افترضها الله وسنها لن يصل إليه.. وإن تشابه ظاهر بعض الوسائل..
وقد سُأِلنا عن “التنمية الذاتية” (personal development).. و “المواكبة” (coaching).. وحتى عن بعض أشباه العلوم.. أو اللاعلوم.. ومنها تطبيقات كال”يوغا”.. و”التأمل”.. وحتى “التنويم المغناطيسي” (hypnosis) الذي يسمى للتخفيف ب”التنويم بالإيحاء” الذي يجتهد البعض لإضفاء صبغة علومية عليه !..
وقد نفرد لبعض هذه الظواهر مقالات إذا أسعفنا الوقت -حسب أولويات ما يردنا من “انحرافات” عن جادة يوم المؤمن وليلته ومحاولة تعويض الكسل فيه بمختصرات طرق مضلة-.. لكن في انتظار ذلك، نترك الكلام لأهل الذكر.. لأن الفرقان فيه دقيق جدا.. نورد هنا اكثر من عشرين 20 ظاهرة أوردها الإمام العارف بالله عبد السلام ياسين رحمه الله.. تحت فقرة “الاستدراج”.. ومن ضمنها “التنويم المغناطيسي” و”الروحانية الهندوسية” التي من ضمنها التأمل عبر “اليوغا”..
قال رحمه الله :
“إلى جانب :
1) . “الروحانية” الهندية،
2). والحفلات القرينية،
[وقد تكلم الإمام عما يسمى خطأ ب”تحضير الأرواح”.. وما هو إلا عمل قرين الميت من الجن الذي يعرف عن الميت الشيء الكثير ويعمر طوبلا بعده فيخبر به الوسيط ( medium)]
3). والزار،
4). والسحر،
5). والعرافة،
يبدو وكأنَّهُ لعبُ أطفال ما وُلع به الغربيون في أمريكا وأوروبا، وما تخصص فيه الروس الملاحدة أنفسهم، من أبحاث في
6). “الباراسيكولوجيا”
7). و”التلباتي”
. و”التلكنزيا”
وغيرها من الظواهر التي لا يحصيها العد نوعا ولا كما.
يهتم الغرب، ويتسابق مع روسيا، لمعرفة الأسباب الخفية وراء :
9). انتقال الأشياء من مكان إلى آخر دون أن يَمَسَّها أحد وانفتاح النوافذ، وانطفاء الأضواء،
10). وظهور أشباح في أماكن معينة،
11). وارتفاع أشخاص في الهواء،
12). وقراءة بعض الناس بأصابع اليد بدل العين،
13). وقراءة بعض الناس أفكار الآخرين،
14). والتنويم المغناطيسي،
15). ورؤية الخفايا،
16). وسمع ما لا يمكن للإنسان العادي أن يسمعه،
17). ورهافة الحواس حتى إنها لتدرك ما لا تدركه إلا الآلات الإلكترونية،
18). والنبوغ المبكر الخارق عند أطفال يحسُبون أسرع من الحاسوبات الإلكترونية ويدخلون الجامعة في الخامسة من العمر،
19). وتحدُّثُ بعض الناس بلغات ميتة أو حية دون سابق تعلم،
20). والصحون الطائرة
إلخ..” (١)
“فتح الله أبواب كل شيء على الملحدين في أسمائه، المستدرجين إلى حيث يعلم هو وحده. “
وأعطى الإمام -جزاه الله عنا خيرا- معيارا للفرقان قائلا :
“مخالفة الخوارق للشريعة في أهدافها وما ترمي إليه هي الدليل على أنَّها من قبيل الاستدراج. وهي عندئذ إما :
ا) – شيطانية من أعمال الجن،
ب) – وإما نفسية من مظاهر الـمَلكات الخارقة التي تكتسب بالرياضة،
ج) – أو يُظهرها الله فيمن شاء ابتداء وابتلاء بلا رياضة ولا تعمل.
الكرامات :
١- إلهية
٢- ملكية [فهمتها : نسبة إلى الملائكة]
٣- قلبية،
والاستدراجات:
١- شيطانية
٢- نفسية
٣- شهوانية.. “
فلا تقل لي من فضلك إن “التنويم المغناطسي الإيحائي” لا بأس به لأنه يفيد في العلاج.. هذا أن افترضنا أن له مساهمة علاجية.. ففي الخمر الحرام والميسر الحرام منافع للناس.. وإثمهما أكبر من نفعهما..
{قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ}
فما قولك فيمن يستخدمه في التنحيف بلا رياضة ولا حمية.. دعوة للكسل… لا للاقتحام.. أو للاسترخاء و”الطمأنينة” بالاسترخاء..
أو ليست الطمأنينة نتيجة ذكر الله..
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.. صدق الله العظيم..
وقد ورد التنويم المغناطيسي ضمن ظواهر الاستدراج (انظر الرقم 14 أعلاه).. وإن قام به شخص تزكيه..
فهذا هو الاستدراج..
{من حيث لا يعلمون}..
فأعرض أخي عن المتشابهات وأعرضي أختي عنها.. وإن أعجبكما كثرة الخبيث.. وتزيين الشيطان له.. فإن في يوم المؤمن وليلته ما يغني ولا يترك وقتا لما سواه من تجارب هجينة لا يعلم ضررها الحقيقي إلا الله.. والراسخون في العلم.. بإذن الله.. الذين نرجع إليهم -مع الاستخارة وبعدها- كما فعلنا هنا.. كلما تشابهت علينا الأمور..
{.. فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (النحل – 43)
والحمد لله رب العالمين
جمع : مصطفى شقرون
_________________
1. عبد السلام ياسين – “الاحسان” ج ١ ص ٤١٩-٤٢٠
والترقيم مني.
