بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا. وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيرًا. فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) -الفرقان الآية 52-
الجهاد سنام الدين
والدعوة إلى الله سنام شعب الجهاد.. (الشعبة 77)
أن تتلو القرآن وحدك.. لنفسك.. ورد مهم وضروري..
لكن أن تتلو القرآن على الناس.. فهذا من أهم وظائف النبوة…
[هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ] (الجمعة:2)
أن تحفظ القرآن الكريم أمر موصى به.. وأن تزيد على ذلك بحفظ حدوده وتطبيق ما تحفظ منه وتدعو به فذلك المطلوب..
إن حفظ القرآن الكريم وظبط قراءاته وتحبيره والاستئناس ب”تفسيراته” الحالية ومعرفة “أسباب” نزوله (أفضل سياقات أو ظروف نزوله.. لا أسباب نزوله) لمن أعظم العبادات..
لكن إن توقفنا عند القراءة والحفظ دون أن نتعداهما إلى الجهاد به -أي الدعوة به: تربية للنفس وتأليفا للجماعة، وقياما به، وتثبيتا للفؤاد وتعلما وتعليما وحجاجا وتبليغا لمن لم يصلهم الوحي وتبليغا لمن وصلهم ولكنهم يرون الدين مسألة شخصية فردية..- إن لم نجاهد به إذا كما أمرنا الله.. ضيعنا على أنفسنا -وعلى أمتنا- أهم جانب من “اتباع الكتاب”.. والسنة.. سنةِ “القرآن الذي يمشي على الأرض”.. صلى الله عليه وسلم..
أذكر أن الإمام المجدد رحمه الله لم يقرّ عمل أناس اعتزلوا لحفظ القرآن الكريم.. بمفردهم..
حفظ للحرف.. وتضييع لدعوة واستقطاب حافظين له حرفا وأمرا ونهيا وبناء للأمة..
دين فردي… أولى منه جمع الناس حول القرآن تلاوة آناء الليل وتدارسا.. وحفظا.. جماعة..
أولى منه أن نتٱلف ونجتمع كي يكون كل منا -بعد وأثناء الحفظ- قرآنا يمشي.. وأن ندعو آخرين ونتألفهم -صحبة في جماعة حقيقية لا رقمية سهلة (شبكات “تواصل” اجتماعي آلي لا إنساني)- حتى يصير كل واحد منهم قرآنا يمشي..
أعدت نشر هذه الخاطرة لأنني لاحظت أن من الناس من قد يحبسه، عن مجلس يجسد معنى الصحبة والجماعة (لقاء حقيقي بين المؤمنين ليلا أو نهارا)، برنامج حفظ القرآن الكريم.. في منزله.. وحده.. أو عبر واتساب..
مع العلم أن له في النهار سبحا طويلا..
وليس الحابس القرآن.. بل البرمجة..
فقه أولويات.. ربما..
اللهم اهدني سواء السبيل..
حفظ القرٱن.. بحسب فهمي البسيط.. يكون بالبحث عن حاملين جدد له.. بدعوتهم.. لا بالتقوقع بيننا وتكثير الختمات المناسباتية و”السلكات” و”القراءات” في دائرة مغلقة…
وأول الدعوة جماعة وصحبة بين الدعاة أنفسهم.. قياما وصياما وجلوسا.. لا انفرادا…
لنجتمع أولا.. لتوقد جمراتنا.. فنشع على من سندعوهم..
فإنه لا بد للمدارس القرآنية المتنقلة عبر الأجيال من تلاميذ جدد..
انفتاح..
ولا يختزلنّ قارئ ما كتبت فيوهم نفسه أني أدعو لعدم حفظ القرٱن الكريم.. بل أدعو لحفظه حق حفظه..
